شاعت‭ ‬مع‭ ‬شيوع‭ ‬تطبيقات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاتصالات‭ ‬ومنها‭ ‬واتساب‭ ‬وفايبر‭ ‬وتيلغرام‭ ‬وسواها،‭ ‬المجاميع‭ ‬التي‭ ‬يلتقي‭ ‬فيها‭ ‬الأصدقاء‭ ‬ويتبادلون‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬والتعليقات‭ ‬والصور‭ ‬والاخبار‭ ‬اللافتة‭ ‬والتهاني‭ ‬والتعازي‭ ‬أيضاً‭.‬

‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬المجاميع‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مغلق‭ ‬ومختص‭ ‬بشخصيات‭ ‬سياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وإعلامية،‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬تحت‭ ‬سقف‭ ‬بلد‭ ‬واحد‭ ‬او‭ ‬مجموعة‭ ‬حزبية‭ ‬وسياسية‭ ‬واحدة‭.‬

هناك‭ ‬فوائد‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬نكرانها‭ ‬في‭ ‬تبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬والاراء‭ ‬والاضاءات‭ ‬التي‭ ‬يبادر‭ ‬اليها‭ ‬بعض‭ ‬المثقفين‭ ‬لكشف‭ ‬اللبس‭ ‬بشأن‭ ‬سؤال‭ ‬أو‭ ‬قضية‭. ‬وأحياناً‭ ‬تدعو‭ ‬تلك‭ ‬المجاميع‭ ‬المغلقة‭ ‬والمتخصصة‭ ‬بعض‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬ترى‭ ‬فيها‭ ‬انسجاما‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬ما‭ ‬معها‭ ‬لتكتسب‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬اتصالات‭ ‬محددة‭.‬

لكن‭ ‬اللافت‭ ‬هو‭ ‬انّ‭ ‬تلك‭ ‬المجاميع‭ ‬تكرّس‭ ‬غالبا‭ ‬التخندق‭ ‬مع‭ ‬اللون‭ ‬الواحد‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬والرأي،‭ ‬فلا‭ ‬احد‭ ‬يتقبل‭ ‬رأياً‭ ‬مخالفاً‭ ‬للتيار‭ ‬السياسي‭ ‬والفكري‭ ‬السائد‭ ‬في‭ ‬المجموعة‭ ‬،‭ ‬ويكون‭ ‬صاحب‭ ‬الرأي‭ ‬المختلف‭ ‬مُحارَبا‭ ‬ومُعرضا‭ ‬للنقد‭ ‬الجارح‭ ‬او‭ ‬الطرد‭ ‬من‭ ‬العضوية‭ ‬والاتهام‭ ‬بالمروق‭ ‬عن‭ ‬الخط‭ ‬الصحيح‭. ‬وبذلك‭ ‬تكون‭ ‬المجاميع‭ ‬مكانا‭ ‬لتجمع‭ ‬مياه‭ ‬راكدة‭ ‬ما‭ ‬تلبث‭ ‬مع‭ ‬طول‭ ‬فترة‭ ‬انغلاقها‭ ‬وركودها‭ ‬ان‭ ‬تصبح‭ ‬آسنة‭ ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬لشيء‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬أحد‭ ‬التعايش‭ ‬معها،‭ ‬الا‭ ‬كائناتها‭ ‬الميتة‭ ‬المولودة‭ ‬فيها‭.‬

كثير‭ ‬من‭ ‬المثقفين‭ ‬والسياسيين‭ ‬يعتذرون‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬“كروبات”‭ ‬تتحول‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬الى‭ ‬سجون‭ ‬أفكار‭ ‬ذات‭ ‬اتجاه‭ ‬واحد،‭ ‬وتخضع‭ ‬لمجاملات‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يسعى‭ ‬للخضوع‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الأفكار‭ ‬المستندة‭ ‬الى‭ ‬المتاح‭ ‬من‭ ‬الحقائق‭ ‬والتحليلات‭ ‬والخبرات‭ ‬الوازنة‭.‬

كما‭ ‬ان‭ ‬أعضاء‭ ‬المجاميع‭ ‬الخاصة‭ ‬ينظرون‭ ‬الى‭ ‬عضو‭ ‬ما‭ ‬يمتنع‭ ‬عن‭ ‬التعليق‭ ‬او‭ ‬ينشغل‭ ‬لظروفه‭ ‬الخاصة‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭ ‬بأنه‭ ‬يتخلى‭ ‬عن‭ ‬اساسيات‭ ‬في‭ ‬واجبات‭ ‬مفروضة‭ ‬عليه،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يفترض‭ ‬انها‭ ‬مساحات‭ ‬للحرية‭ ‬وليست‭ ‬للمصادرة‭ ‬والقلق‭.‬

سمعت‭ ‬من‭ ‬أصدقائي‭ ‬كثيراً‭ ‬عن‭ ‬مشكلات‭ ‬المجاميع‭ ‬في‭ ‬تطبيقات‭ ‬الاتصال،‭ ‬وعرضت‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ ‬بعضاً‭ ‬منها‭. ‬

أمّا‭ ‬عن‭ ‬نفسي‭ ‬فأنا‭ ‬منتم‭ ‬الى‭ ‬مجموعة‭ ‬لتبادل‭ ‬الكتب‭ ‬الاستثنائية‭ ‬فقط‭ ‬ومعظمها‭ ‬في‭ ‬الرواية‭ ‬والشعر‭ ‬والمترجمات‭ ‬والفكر،‭ ‬دعاني‭ ‬اليها‭ ‬روائي‭ ‬وكاتب‭ ‬مغربي،‭ ‬واقضي‭ ‬فيها‭ ‬أجمل‭ ‬أوقات‭ ‬فراغي،‭ ‬حين‭ ‬تتوافر‭ ‬بصعوبة‭. ‬

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *