من غير الممكن ان يمارس اي مدرب عمله على مستوى قيادة فريق من موقع المدرب الاول في بطولة دوري اندية الدرجة الممتازة لكرة القدم ، دون المرور بثلاث مراحل تدريبية اسيوية هي (أ.ب.سي) ، او يحصل على شهادة (برو) وهي تمنح للمدربين الطامحين لتدريب المنتخبات الوطنية ايضا.. والرياضي يمر هو الاخر بمرحلة اعداد قبل دخول مرحلة المنافسات , عبر تدريبات يومية شاقة ، وبرنامج غذائي نوعي ، وتربية نفسية لائقة ، وحرص مميز في إدارة وإستثمار الوقت.. إلا عضو الهيئة الادارية في النادي او الاتحاد ، فإنه لا يمر باي مرحلة تدريبية ادارية قبل الانضمام الى ادارة النادي او الاتحاد عبر انتخابات ( ديمقراطية), إذ يدخل ميدان عمله في النادي او الاتحاد (هاوياً) ويعمل بهذه الصفة ويخرج (هاوياً).. قانونا انتخابات الاندية والاتحادات الرياضية ، الساريا المفعول ، يهبان (الاداري) الرياضي هذا الاستثناء العجيب ، الذي ولّد ولا يزال يولّد عشرات ان لم اقل مئات المشاكل دفع ويدفع ثمنها اللاعب والمدرب والانصار ، انكسارات مؤلمة..الاداري غير المتمرس تسبب ويتسبب في عدم وجود بنى تحتية لمعظم الالعاب في مدن العراق كلها.. الاداري غير المتمرس تسبب ويتسبب في فوضى الاعداد السيء لعدد كبير من الرياضيين الواعدين وفرق الاندية والمنتخبات الوطنية.. الاداري غير المتمرس تسبب ويتسبب في عدم بروز عدد غير قليل من المدربين الصاعدين.. الاداري غير المتمرس تسبب ويتسبب في عدم وصول عدد غير قليل من الحكام الى اهدافهم النوعية.. الاداري غير المتمرس تسبب ويتسبب في هدر مؤسف للمال العام.. الاداري غير المتمرس تسبب ويتسبب ، في تسلل عدد لا يحصى من الطارئين الى الهيئات الادارية للاندية والاتحادات الرياضية , أساؤوا الى مهنة الادارة والى سمعة النادي او الاتحاد الذي يمثلونه ، لضعف مؤهلاتهم ، واللغة الضعيفة والهابطة التي يتواصلون بها مع الوسط الرياضي.. الاداري غير المتمرس تسبب ويتسبب في ضياع فرص مهمة ، لتنظيم قوانين تخدم الرياضي العراقي.

قبل اكثر من عامين حّذر طالب الموسوي وهو مدير عام في وزارة الشباب والرياضة من اندثار المنشآت الرياضية الحديثة في حال استمرار غياب فرق متخصصة بالصيانة تتولى الادارة الفنية لهذه المنشآت..وسائل الاعلام بقنواتها كافه تتابع و تنبه يومياً الى خطر الاندثار ، لكن وزارة الشباب والرياضة ، لا تتحرك لمعالجة الخلل ، وذريعتها في ذلك هي عدم وجود تخصبص مالي للصيانة.. كيف يستمر هذا الخطا الجسيم.. مفاصل الوزارة كلها عاجزة عن اقناع الحكومة من خطر اهمال صيانة المنشآت ، لكن الحكومة لا تكترث للمناشدات ، ونسجل هنا الف علامة استنكار.

مباريات بطولة دوري اندية الدرجة الممتازة لكرة القدم تجري في هذه الايام في ظل درجات حرارة عالية ، وقال اكثر من خبير صحي ان اللاعب قد يفقد حياته في هذا المناخ ، والاتحاد لا يحرك ساكن ، لان قرار لجنة المسابقات ، واحد ، و لايمكن ان يصبح ، اثنين ، ولا تعدل برامج اللجنة ، رغم انها تشكل خطراً على اللاعب والمدرب والفريق وصندوق النادي..تسيير المباريات يتم وفق رأي لجنة المسابقات..و لا احد يحاسب ادارة الاتحاد على عدم تقدير الظرف الصحي للاعب ، رغم ان دوره أهم بالف الف مرة ، من دور لجنة المسابقات ، ومن الاتحاد نفسه ، في المشهد الرياضي ، لان اللاعب هو العنصر الاول والرئيس والمحور في كل الالعاب الرياضية.

الانسداد الاداري القائم منذ عقود ، تسبب ويتسبب في هدر المزيد من الوقت والجهد والمال ، في (برامج) فنية غير مثمرة ، لم ولن تنتج الرياضة التي نتطلع اليها.. متى تغادر الادارات غير المحترفة الساحة الرياضية.. نتمنى ان يكون ذلك عاجلاً.. عاجلاً.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *