مع بداية العد التنازلي لتشكيل الوزارة الجديدة,ومن منطلق “ذكر أن نفعت الذكرى” ,فأنه ليس غريباً ان نصف ما يحدث من اصطفافات طائفية عقب أي استحقاق وطني شهدته البلاد طيلة الفترة الماضية بالداراماتيكية السياسية المثيرة للجدل الباحثة عن التوسعة من قبل مسوقي هذا النوع من “السياسة السوداء” ,وجموحهم الملفت من أجل الإستحواذ والتمدد أفقياً وعمودياً على حساب أفواه لا زالت جائعة ,وثكالى لم ينضب ألمها بعد ,وربما المراقب لهذه السياسة ذات السمة الإباحية التي ينتهجها البعض في محاولة استمالة الرأي العام واللعب بمشاعر الناس وعواطفهم وإظهار “مشاهد” تثير الرعب من القادم ,ومحاولة أثارة المخاوف وإدخال الناس في “فوبيا المستقبل” يرى أنها سياسة باتت معراة ,وسيصل إلى قناعة لا يعتريها الشك أن شعب العراق المتخم بالجراح لن يسمح بتكرار هكذا مهازل أنجبت الكثير من الفاشلين الذين سببوا له السقم مثلما تسبب جعجعتكم الخالية من العمل وسجالهم المستدام الصداع وخيبة الامل والندم على ضياع سنوات ليست بالقليلة قياساً ببلدان انتصبت سريعاً اليابان إنموذجاً ,والشعب يتطلع لقيامهم بعمل طيب يخرج العراقيين من حالة اليأس والإحباط التي أدخلوه إلى دهاليزها عن علم أو جهل ، والأنكى من ذلك أن “دراماتيكيتهم المملة” لازالت حاضرة وتحاول الآن تبديل ملابس الممثلين لإستئناف عرض آخر على خشبة العراق المضرجة بالدماء ، الجمهور اليوم غيره في الأمس ، لن يكون هنالك عرض يستهوي هذا الجمهور ( الذي أعني به الشعب ) مجدداً مهما كانت حداثة الديكورات المعدة ,ومهما شحذ “المطبلون” لهؤلاء هممهم ، كما أن للأرض بركانها ، فلهذا _الشعب المرابط رجاله الآن خلف الخنادق ,والمستلقي على الرمال لتطهير البلاد من براثن التكفير ، المدجج بشموخ النخيل وعبق الحضارة _ “بركانه المسجر” الذي ينتظر ساعة الصفر ليذيب المتآمرين على وطنه ,وليمحو وجوه الفاشلين الفاسدين من صفحاته إلى الأبد ,ويبدأ مرحلة بناء وعمل جديد على خشبة مسرح مليء بالسلام ، موسيقاه أناشيد وطن منتصر” نفض غبار الماضي ونهض من كبواته بكل عنفوانه ليقدم “عرض التأريخ” ويبرز أسطورة ( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) ، تركوا كل شيء ليحيا الوطن وليرفل أبناءه بالعز والرخاء ، هامات مرفوعة تأبى النكوص ، نفوس أبية تأبى الهوان ، أرواح غاضبة مزلزلة تأبى الركون والخضوع والإستسلام لحفنة من شذاذ الآفاق ، العطب السياسي الذي وصل إليه ساسة البلاد ,والهوان الدبلوماسي ,والتبرير الحكومي للأخطاء المتعاقبة لابد من ايقافه أو على أقل تقدير أحداث ثقب صغير في مجرى التفكير والوعي يكون للأجيال منفذاً لقلب المعتاد .