ان كان الصغار يعبثون فلا حرج في ذلك لأن هذا العبث عبث طفولة بريئة ، اذ ما تزال أجسادهم طرية وعقولهم لم تنضج بعد ، أما حينما يعبث الكبار فهو عبث يثير السخرية والاشمئزاز ليكون مثلهم كمثل الحمقى الذين لا يتبينون طريقهم ولا يعرفون موضع خطواتهم .
أترى يليق بالمرأة أن تكون عابثة أمام حشد من الرجال في مشيتها وحديثها وسلوكها .. أترى ذلك يليق بشخصها كزوجة أو أم أو حتى كبنت يافعة ؟ أليس ذلك هدر لكرامتها وأنوثتها ؟
وهل الرجل هو الآخر ينزلق الى هذا السلوك ليكون مثار نقد ممن حوله ليرون فيه مجرد رجل طائش ؟
غير أن أخطر ما في المسألة هم هؤلاء الرجال الذين يعبثون طيلة أوقاتهم وعلى أكتافهم مسؤولية ثقيلة .. هم هؤلاء الذين تولوا زمام الأمور في قيادة وطن يريد النهوض من واقعه المرير .
أجل راحوا يعبثون من موقع السلطة التي بيدهم بهذا الوطن الجريح .
حينما يعبث الكبار ليس كما يعبث الصغار ، ذلك أن عبث الكبار سيما وهم ولاة أمورنا ما هو الا خيانة ازاء قدسية الوطن ، فما هو جزاء الخيانة يا ترى ؟
ان عبثهم هذا يجرح كبرياء وطن ويقتل فيه التطلعات التي كان من الممكن أن ترفعه الى القمة ، غير ان هؤلاء ظلوا يعبثون لتتراءى لنا الصورة فيها فساد وسرقة ثروات طائلة ، وهم مع ذلك يحسبون أنه مجرد عبث لا بأس به .
أمر محير حقا ووقاحة ما بعدها وقاحة .
يضيعون الأمانة ويغتالون الحقيقة لتتجافى أعينهم عن الرؤية الصادقة ثم يحاولون أن يبرئوا أنفسهم من جريمة ابتزاز وطن وتدميره .
ثم يا ليت صحوة ضمير أعطت اشارتها الى قلوبهم ان كانت لهم قلوب تخفق بالحياة … ليعترفوا فيما بعد أنهم أساءوا الاساءات القاتلة لوطنهم بعبثهم هذا الذي لم يكن له مبرر سوى أنهم حمقى ظنوا أن الأمر كله ليس غير لعبة تستحق العبث واللهو والمزاح .
ما أعجب هذا ! أيكون المزاح واللهو والعبث على حساب الوطن وعلى حساب أهله وناسه !
أجل ما أعجب هذا كله ونحن نرى بأم أعيننا من هم الذين يريدون بنا شرا ويضمرون لنا العداء حتى نكون في آخر الركب.
أليس هم العابثون أنفسهم الذين يقتلون فينا أحلامنا وتطلعاتنا وآمالنا ؟

.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *