بالرغم من صدور قانون الاحتراف الرياضي العراقي منذ سنوات طويلة لكن لا يوجد اثر له على الساحة القانونية و لا المهنية ولا الفنية ولا أي انعكاس وطني سواء ما كان يشكل جزء من تطبيقات فلسفة الدولة او كملف رياضي حياتي مهم يتناسب بانعكاساته المتوقعة على الشارع العام او كجزء من ثقافة عامة ..
المشكلة لا تحصر بالمشرع او الجهات التنفيذية او الرقابية ولا الإعلامية .. فالكل مكبل في ظل واقع فرض عليه بالقوة الاجنداتية ان يكون هكذا .. لكن ذلك لا يخلي مسؤولية الجميع ممن يملكون ناصية القرار والقدرة على التحريك بالقدر الذي يتناسب مع الواقع وممكن فيه ان نؤسس لقاعدة احترافية كاقل تقدير ..
الحديث تشعب وتنوع وتعدد عن دوري المحترفين كخطوة اولى على صعيد اصلاح الأندية والاحتراف في معناه العام الذي يدرج تحت عنوان : ( صناعة المال ) .. وهذا المال ليس مادي بحت بقدر ما هو ذو ابعاد متعددة منها رياضية فنية بحتة وأخرى صحية وبيئوية واجتماعية وثقافية شبابية .. وغير ذلك الكثير مما ينبغي ان ندركه قبل الخوض فيه .. فدوري المحترفين يجب ان لا يحصر بعدد الأندية ومن تمتلك تلك المقومات : ( يعتقد البعض ان المقومات تعني – ملعب ومال حكومي او أي بند يمكن تمريره تحت يافطة التراخيص الاسيوية – ) . والحقيقة لا تحصر هنا .. بل يجب ان نفكر الف مرة في مردودات دوري المحترفين كمنظومة أخلاقية تنظيمية فنية مهنية يمكن ان تكون طفرة نوعية في مع وعالم كرة القدم للحاق بالمركب العالمي والعربي الذي سبقنا كثيرا لدرجة اصبحنا لا نستطيع تحقيق أي انتصار قاري او إقليمي للمتقدمين .. فضلا عن فشلنا واحباطنا في تصدير أي من مواهبنا الكثيرة كلاعبين محترفين الى دوريات العالم المتطورة كما يحدث لدول الشمال الافريقي العربي وغيرها من الدول المعروفة في صناعة اللاعبين .
ذلك يفرض علينا التأكد من نقاط عدة قبل الخوض في دوري المحترفين وعدد الأندية المشتركة وكم المباريات وغير ذلك من أمور تنظيمية تعد بسيطة جدا .. والعراق قادر على تنظيمها وفقا لوجود عشرة ملاعب جاهزة لاحتضان المباريات : ( البصرة والفيحاء والشعب والحبيبية والنجف وكربلاء وميسان واربيل وزاخو والزوراء … مع بعض التعديلات والتحسينات البسيطة ) .. كذلك لدينا اندية قادرة ان تضع رصيد بنكي وتقديم حسابات وتطبيق اغلب متطلباتها الروتينية ..
المشكلة لا تكمن في الاحتراف بحد ذاته .. بل في جوهر القضية وحصرا في العقلية الاحترافية .. بمعنى ماذا نريد من دوري المحترفين :-
1- يجب ان تشارك الأندية التي تجيد صناعة المال ولا تعتمد على المال العام ..
2- ايمان الأندية ووعيها وقدرتها على الاحتراف باعتباره صناعة وفن وقدرة تسويقية فعالة .
3- مردوداته الوطنية التي بجب ان تؤدي جزء من فلسفة الدولة في الصحة المجتمعية والترفيه الاجتماعي والحضارة البيئية .
4- الاحتراف كثقافة مجتمعية عامة وما تعنيه من أداة ناعمة لا يمكن الاستغناء عنها في عصر العولمة ..
غير ذلك الكثير مما ينقصنا في الوعي الاحترافي .. فهل نحن قادرون على ادراك العلة ومعاجلتها ولو بصورة جزئية فضلا عن المضي في تطبيق براجمها المستقبلية .. لا كملف كروي فحسب … بل كمفهوم تعد احد اهم مفرداته اليومية ومتنفسه المعنوي والنفسي هي كرة القدم ..