الاستقالة المفاجئة والغير متوقعة لأعضاء مجلس النواب من الكتلة الصدرية الذين كانوا يشكلون أكبر كتله في المجلس والتي جاءت تلبية لدعوة السيد الصدر لنواب كتلته لتقديم استقالتهم الجماعية من مجلس النواب أحدثت إرباكاً كبيراً في العملية السياسية وفي تشكيل الحكومة المقبلة التي تعثر تشكيلها بسبب الثلث المعطل الذي يمثله الإطار التنسيقي فما الذي سيحدث بعد هذه الاستقالة الجماعية ؟ تكهنات وسيناريوهات عديدة يجريتداولها من قبل بعض السياسيين والمحللين من الصعوبة تحقيقها ظل الخلافات والصراعات السياسية على لمناصب والمكاسب بين الأحزاب والكتل المهيمنة على المشهد السياسي في البلد خصوصاً بعد الأوضاع المستجدة عقب استقالة نواب الكتلة الصدرية ومن هذه السيناريوهات التي يتوقع حدوثها حسب رأيي المتواضع ثلاثة الأول ظهور تحالفات جديدة بعد ان يصبح الإطار ومن تحالف معه الكتلة الأكبر نتيجة ما سيحصل عليه من مقاعد جديدة في مجلس النواب تأتيه من أحسن الخاسرين الذين يخلفون أعضاء الكتلة الصدرية المستقيلين وهذه الميزة تجعله الأقرب الى تشكيل الحكومة خصوصاً إذا حضي بتحالفات جديدة من الأحزاب التي كانت مع التحالف الثلاثي بعد ان اخبرهم السيد الصدر أنهم في حل منه وهذا هو السيناريو الذي يرجحه الكثيرون لكن هل تحضى هذه الحكومة بمقبولية لدى الكتلة الصدرية ؟ والاهم هل تحضى بمقبلولية الشارع العراقي وشباب انتفاضة تشرين الذين لا يريدون حكومة محاصصة جديدة تسوف مطالبهم بل وتقتلهم وتطارد قادة التظاهرات والناشطين فيها وتسرق أموال الشعب ولا تقدم الخدمات له ؟ وهل تحضى بمقبولية باقي الأحزاب والكتل الممثلة في مجلس النواب والذين لم يتحالفوا مع الإطار ؟ وهل سيستطيع الاطاريون كسب الحزب الديمقراطي الكردستاني لينضم الى تحالفهم أو على الأقل ليؤيدهم وهو الرافض لسياساتهم الموالية لإيران والداعمة لما يسمى بفضائل المقاومة التي تستهدف اربيل بالقصف بين فترة وأخرى حتى وان قدموا له العديد من الوعود والتنازلات الكبيرة على حساب مصالح الوطن والشعب خصوصا ما يتعلق بالمناطق المتنازع عليها وأهمها كركوك وملف النفط بعد قرار المحكمة الاتحادية وحصة الإقليم من الموازنة الاتحادية وغيرها من الملفات التي ستطرح تحت الطاولة والتي سيحصل الديمقراطي الكردستاني والأكراد عموما على مكاسب كبيرة على حساب باقي محافظات العراق وعلى حساب المصالح الشعبية والوطنية إذا تم استمالتهم ؟ والمشكلة التي تبرز هنا هي ان البرزاني لا يثق كثيرا بوعود زعماء الإطار , وإذا نجحوا في ذلك فسيتمكنون من تشكيل حكومة توافق ومحاصصة جديدة وهذا هو السيناريو الأقرب بعد تصريحات وتلميحات من قبل رئيس مجلس النواب وغيره من السياسيين الذين كانوا ضمن تحالف إنقاذ وطن على قرب انتهاء الانسداد وظهور تحالفات جديدة .
تشكيل حكومة
لكن السؤال المهم هنا لو استطاع الإطارين تشكيل حكومة توافق كم ستصمد هذه الحكومة في ظل ذهاب الكتلة الصدرية للمعارضة ومعها شباب تشرين الذين سيعارضون لا محالة يؤازرهم أغلبية الشعب العراقي أية حكومة تشكل من الأحزاب والكتل والوجوه القديمة التي دمرت العراق وشعبه وأفسدت وفسدت وسرقت وظلمت وقتلت واغتالت وهجرت وأفقرت الشعب وجوعته وظلمته , اعتقد ويعتقد غيري ان عمر مثل هذه الحكومة سيكون اقصر من عمر حكومة عادل عبد المهدي وستجابه بانتفاضة شعبية كبرى تقود الى السيناريو الثاني وهو تشكيل حكومة طوارئ جديدة أو التمديد لحكومة الكاضمي وإجراء انتخابات جديدة في مدة لا تتجاوز الستة أشهر وسيحل مجلس النواب نفسه وهذا هو الأرجح والمتوقع الذي يحصل في ظل الظروف الحالية للبلد وتمسك الإطار التنسيقي بحكومة المحاصصة وتقاسم المناصب والمغانم التي يرفضها السيد الصدر ومعه ثوار تشرين وغالبية الشعب العراقي ويستطيع السيد الصدر تحريك الشارع ضد حكومة التوافق والمحاصصة بتياره الكبير ومؤيديه وسيصعد التشرينيون تظاهراتهم الكبيرة لتتحول الى انتفاضة هذه المرة وبتأييد شعبي كبير ضد أية حكومة توافق جديدة لا تحقق مطالب الشعب وتبقي على الفساد والفاسدين وربما ستتحول التظاهرات والانتفاضة الى مواجهات مسلحة محدودة وليست كبيرة بين أحزاب السلطة والفصائل المسلحة المنضوية تحت عباءة الإطار وبين التيار الصدري ومعهم أبناء الشعب وقد تتطور وتمتد لتشمل أكثر من محافظة لكنها لم تصل الى حرب شيعية شيعية كما يرجح البعض ويروج لذلك الذين يتصيدون بالماء العكر وهذا هو السيناريو الثالث الذي تراهن عليه القوى المدعومة من خارج الحدود واحتمالية حدوثه ضعيفة لكنها ليست مستحيلة .