يومياً نشاهد في جميع القنوات الفضائية محللين وسياسين لا يفقهون شيئا أو علما ، لا بالتحليل ولا في السياسة التي أمست خنادقها ودهاليزها أقرب من كهوف علاء الدين ومصابيحه السحرية .. ونجد أن أكثر تحاليلهم قريبة من الذي يقرأ الفنجان .. أو يدعي أنه قريب من اصحاب القرار ، وننتظر قليلا ليأتي صاحب القرار هذا ينفي ما تحدث به هذا الذي أسمى نفسه او القناة التي استضيف فيها المحلل السياسي أو مفكّر العصر .. المشكلة ان المشاهد ملّ من هذه الوجوه التي لا تغني ولا تسمن ، بل تسمم الفكر العام للمشاهد وتغير مفاهيمه ورؤاه المستدامة للاحداث التي حوله . المشاهد الذي اصبح يختار وبعناية فائقة القنوات التي تخفف عليه الازمات التي يمرّ بها البلد واولها فقدان الكهرباء والبطالة الشاملة وقلّة الخدمات التي تقدّم للمواطن … وهذا المحلل يتحدث عن العراق وكأن هذا البلد يعيش في افضل حالاته التأريخية … وهنا أقول .. لا .. للقنوات الفضائية التي تستضيفهم لغرض واحد واضح لنا وهو الحشو فيما بين ساعات البرامج ومجبورين عليها لملء الشاشة وقتل الوقت … اقول لهم ان المُشاهد قد ملّ منكم ومن تحاليلكم الخرافية والسحرية الفارغة من المضمون الفعلي للحوار السياسي والتفكير الاقتصادي او التنموي الذي يهم الشارع ويهمّ المواطن في يومه .. وكفى هذا ( الخـــرط ) كونكم إستهلكتم واصبحتم فقرة مملة حتى مُحاوركم ملّ من طروحاتكم .. المشاهد العراقي اليوم وأقصد به ( المواطن ) بحاجة ماسة الى من يرعاه ويداوي جراحه لا ان يتفلسف عليه بحوارات فارغة وباهتة ، وان اكثر طروحاتكم حفظها المشاهد ..أتركونا يرحمنا و يرحمكم الله ….