قدمت محللي الإطار على سياسييه في تسمية المقال بوصفهم رأس الحربة التي تطعن في جسد الإطار وتدميه، بينما تعلو النشوة وجوه القادة فيه وبعض السياسيين الذين يطلقون تصريحات تقفز على محنة الإطار التي مر بها طوال أشهر، وكادت أن تنهيه لولا تطورات سياسية منها أن الإطار نجح في المحافظة على تماسكه، ورباطة جأشه، حتى تحولت الأمور الى ماهي عليه حيث تبدو وكأنها نصر، لكنها تخفي ماهو أخطر من التوقعات لوضع عراقي يزداد سوءا، ويتردى تماما بفعل سياسات خاطئة وتدخلات خارجية مخزية وتفتقد الى الشرف والنزاهة حيث تم إستغلال العراق وتمزيق نسيجه الإجتماعي والعقائدي، وتمييع حضارته وتراثه ووجوده، وتجميد صناعته وزراعته وتحويله الى سوق ميت مهمته تصريف بضائع ومنتجات دول كانت تتحين الفرصة لسحقه، وهاهي تعيش اللحظة التاريخية لممارسة سلوك التدمير الكامل.
يتحمل قادة الإطار مسؤولية أخلاقية ومهنية تنسحب على قادة مكونات كردية وسنية أتاحت الفرصة لمحللين سياسيين مارسوا دور التعبئة والتحشيد، ورفع سقف المطالب، وأشعال النيران مقابل رواتب شهرية وهدايا غير ملتفتين الى شعب يعاني ويتجرع مرارة القهر والحرمان، وغياب الحلول لمشاكل أرهقته وضيعته، وبعثت فيه اليأس، ودفعته الى خيارات غير مجدية لاتنهي معاناته، ولاتخفف منها مطلقا، وإذا كان الإطار يتحمل مسؤولية التصعيد فإن بقية المكونات والقوى السياسية هي الأخرى جزء من لعبة التصعيد تلك، ومثلما يفعل محللو الإطار يفعل نظراؤهم حيث تجد التسابق بين المحللين الشيعة والسنة والكرد لإرضاء القادة وليس لدفعهم لتقديم تنازلات متبادلة وتخفيف التوتر والبحث عن حلول، وليس منطقيا أن نصل الى مرحلة أن يعتاش البعض على التسقيط وإرضاء السياسيين دون الإلتفات الى المسؤولية الأخلاقية تجاه الناس والقوميات والطوائف والأقليات التي تدفع ثمن الإحتقان حرمانا وجوعا وعوزا وقلقا من المستقبل.
خلال الأيام الماضية أدلى بعض المحللين السياسيين بتصريحات نارية متبادلة، وعلى مايبدو فإن ذلك مهمة موكلة بهم مقابل ثمن بخس دراهم معدودات، وكان السياسيين زاهدين بهولاء المحللين، فيدفعونهم بعيدا في حال أي تفاهم مع الخصوم حيث لاتعود من حاجة لهم، بإنتظار معركة جديدة ينتصر فيها الجميع، ويخسر الشعب.