ـ كنا شعباً يحترم نفسه.. كلمتنا واحدة.. أخلاقنا رفيعة.. سلوكنا أنساني
ـ تاجرنا.. لا يغش.. ولا يحتكر.. شيخنا.. الأب الحقيقي للعشيرة
ـ حاكمنا.. خادم الشعب.. مخلص في عمله.. يموت ولا يملك فلساً واحداً حرام
ـ موظفنا وعاملنا.. مخلص في عمله.. يأتي لعمله بالوقت المحدد.. لا يضيع الوقت بالقصص والفر والتهرب بكل الحجج
ـ فلاحنا الفقير المعدم.. يعرف الأصول.. ويمارس أخلاق الرجال.. فهو ابن العشيرة البار.. إذا جاءه ضيف يقوم بكل شهامة بكل ما تتطلبه: الغيرة.. والرجولة
ـ المرأة.. تعرف قدرها.. وتحترم زوجها.. وتحفظ شرفها.. وشرف أسرتها.. حتى الأمية منهن والفلاحة.. لا تترك بيتها.. وتساعد زوجها بكل ما أوتيت من قوة
ـ شبابنا.. يا عيني على شبابنا.. بعضهم يعمل وهو طفل يساعد أبيه.. والأكثر يعمل نهاراً.. ويدرس مساءاً.. حامداً ربه.. كلهم يمارسون أخلاق آبائهم بالشهامة.. وكل الفضيلة.. والكثير منهم ينجح في الدور الأول.. والكثير يتفوق.. أما الدور الثاني من الامتحانان النهائية.. تجد طلبة بعدد أصابع اليد.. إما مرً في ظرف صعب جداً.. أو مرضً خلال السنة الدراسية.. أو مرت عليه حالة طارئة.. ولم نعرف امتحانات دور ثالث.. ولم نعرف ترقين قيد طلبة.. ولم نعرف الدروس الخصوصي في زماننا
ـ مدارسنا.. حتى مدارسنا الطينية في بعض الأرياف نظيفة.. لمدارسنا حرمتها.. ومعلمينا جميعاً ينطبق عليهم: كاد المعلم أن يكون رسولا
ـ كلياتنا تشهد لها أرقى كليات العالم.. وطبيبنا ومهندسنا واستاذنا.. الجدد في مقدمة الصفوف العالمية.. وذوا الخبرة علماء حقا وحقيقة
ـ لم نعرف الملازم في كلياتنا.. قد يكون هناك كتاب منهجي.. لكن الاعتماد والدراسة تكون في غالبيتها على مصادر عدة.. علمية وباختصاص منهجنا
ـ مؤسساتنا الحكومية.. تحترم المراجع مهما كان.. والموظف يحترم المراجع مهما كان.. ويسهل قضيته وفق القانون.. ولا نعرف الرشوة
ـ شرطينا.. في الشارع سيد الموقف.. ومحترم من قبل الكل.. وهو يحترم الكل ويطبق القانون
ـ أؤكد ثانية.. مدارسنا نظيفة.. وتدريسنا بمستوى عالٍ.. ولا وجود للتدريس الخصوصي
ـ أسواقنا نظيفة.. وسلعها جيدة.. ويزنون بالقسطاط.. ولا يقفصون على الناس
ـ شقاواتنا : لديهم أخلاق.. يأخذون من الغني.. ويعطونه للفقير
ـ فقيرنا.. لا ينام بلا عشاء أبداً.. فيتولى الجيران الأمر بكل حب.. بنت الجيران بنتنا وأختنا
ـ كتابنا ومثقفينا.. راقون.. وعندهم مصلحة الوطن والشعب والثقافة أولاً
ـ صحفنا ومجلاتنا تضاهي الأخريات بل تتقدمهم.. من حيث التصميم.. والكتابة.. وتتبارى فيما بينها نحو الأجود والأفضل
ـ لم يصرخ احدنا على والديه.. وعندما يكبر أحدهما أو كليهما في السن.. نخدمه بأعيينا
ـ حتى العاهرات في بلدي.. رسميات في منطقة عمل محددة.. فحص طبي يومي.. وكلمتهنً واحدة
ـ بيوتنا نظيفة.. شوارعنا نظيفة.. أحياؤنا نظيفة.. فقيرنا نظيف.. مدينتا نظيفة
ـ لا نفرق بين موسى الكاظم.. وأبو حنيفة النعمان.. أو شيخ عبد القادر الكيلاني
ـ لا نعرف منْ المسلم.. ومنْ المسيحي.. ومنْ الصابئي.. ومنْ اليهودي
ـ فالدين لله.. ومن يريد أن يصلي.. فالجامع هذا.. والكنسية مفتوحة
ـ كلنا نزيهون.. بل لا نعرف السرقة والاستحواذ على المال العام أو المال الخاص
ـ كلنا في المقدمة.. نتفاخر بأعمالنا.. وجهودنا.. وفكرنا.. وسلوكنا.. وأخلاقنا.. ولا نتباهى بألقابنا وعشائرنا
ـ صحيح لكل قاعدة استثناء.. لكن الاستثناء كان شواذ.. ولا يتعامل معهم أحد.. بل يتعامل معهم القانون بكل شفافية وعدالة
هكذا كُنّا.. وسَنَبقى
ـ بقيً أن نقول: لا يتفلسف احد اليوم.. ويبرر لماذا نحن في الدرك الأسفل من السفاهة والحقارة
ـ ويعلق أخطائنا على شمعة الأخلاق والدين والمذهب والعادات والتقاليد والتخلف
ـ بل علقوها على الاحتلال والقاعدة وسياسيي الصدفة وداعش