كل صفقة تحيد عن مسارها وتخرج عن دائرتها هي صفقة خاسرة حتى وان كانت تجني ثروة طائلة .
وكل صفقة تسير على نهج واضح وتحت وضح الشمس دون تستر أو خفاء هي صفقة رابحة حتى وان لم تجن شيء من ثروة .
فالصفقة التجارية التي تساوم على سلعة أو بضاعة ثم يشوبها غش أو رشوة أو ربا هي خاسرة في آخر المطاف وان كانت أرباحها تبدو للعيان قد حققت ما تصبو اليه ، ذلك أنها لعبة خطرة فيها خداع وسرقة واستغلال ، أما الصفقة التجارية التي من شأنها خدمة الاقتصاد الوطني غير ناسية أرباحها المعقولة ولكن بأمانة وصدق ولا تروم ايذاء أقوات الفقراء فهي صفقة رابحة .
فاذا تطلعنا الى الصفقات السياسية فسوف نرى كم تكمن الخطورة في أكثر هذه الصفقات .. ذلك أنها تعمل في الظلام وخلف الكواليس لتكون لها السيادة والنفوذ بطريق غير مشروع لتحدث ضررا بالغا بالوطن وسيادته ، لقد آثرت هذه الفئات المنحرفة مصالحها وكرست جهدها لايقاف عجلة التقدم لتكسب هي ثروة فوق ثروة على حساب أكثرية تئن من وطأة الفقر والحرمان .
ان الخطر كله يكمن في هذه الصفقات السياسية التي تنأى بأسلوبها الرخيص عن المواطن وتضع حاجزا سميكا بينها وبينه ليضيع الوطن في مثل هذه الصفقات المشبوهة .
ولعلنا ندرك اليوم ما آل اليه وطننا من تخلف فلم تعد تجدي محاولات الاصلاح التي يروم بها البعض لانقاذ هذا الوطن من مخالب وأنياب عبيد السلطة والنفوذ .
لقد فرض الاستبداد نفسه على هذه الفئة الباغية التي سلكت سلوكا منحرفا وهي مع ذلك تتظاهر بالنزاهة والأمانة وخدمة الوطن .
نخسر كل يوم ضحايا أبرياء كناتج لهذه الصفقات الملتوية المشبوهة ، ونخسر أيضا ثروات طائلة في عمليات ترميم كاذبة .
أرأيت أكثر من هذه الخيانة في مثل هذه الصفقات !
أرأيت كيف يتراجع وطننا خطوات ومسافات ازاء هجوم شرس من فئات متطرفة تحتويها الاثرة على أي شيء آخر !
كما لا يخفى علينا أن هناك صفقات اعلامية تملأ الدنيا ضجيجا ابتغاء مكاسب متناسية أمور الوطن وهمومه .
ومثل هذه الصفقات تريد أن تغير واقع الحال لنرى الصورة مشوهة مقلوبة ولتكون الرشوة أمرا مقبولا والسرقة حقا مشروعا وقتل الأبرياء احترازا من خطر .
وهكذا تسول الصفقات الاعلامية لنفسها أن تكون منبرا للدفاع عن الوطن في الوقت الذي هي تسيء اليه الاساءة البالغة وتكتم على أنفاس مواطنيه ليكونوا تحت رحمة القوى الغاشمة الماكرة .
هذه هي الصفقات الخاسرة التي يكون شأنها أخطر من أي شأن ولكنها لا ترعوي ولا تريد للوطن أن يأخذ مكانته اللائقة تحت الشمس .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *