لا ادري اهي عادة عراقية ام عند كل العرب هذه العادة السيئة – حين يمرض احد المشاهير ان كان عالما ام فنانا ام شاعرا ام لاعبا , لا تهتم به حكومة بلده ولا توفر له ما يشفي وجعه الا حين يموت –
سمعنا الكثير من المشاهير في العراق وهم في حالة انتزاع الروح من الجسد , ونداءات اهله ومحبيه وهم يطالبون الحكومة ان توفر له التسهيلات الممكنة ليبقى على قيد الحياة ولو بفترة قصيرة
لكن مع كل الاسف يغادر هذه الحياة بصمت .

عندي صديق اسمه الفريد وهو ابن شقيقة المدرب الدولي عمو بابا , حدثني عن امور حصلت مع خاله لا يمكن للعقل ان يصدقه , قال لي مرة ان خاله عمو بابا ناشد الحكومة العراقية عشرات المرات شارحا لهم عن حالته الصحية المتردية مع تقارير طبية كان يرفقها لهم , لكن مع الاسف مناشدته لهم لم تأتي بنتائج سوى وعود فارغة , ويضيف الفريد : ساءت صحة خالي بسبب عدة امراض ابرزها مرض السكري الذي اكل اطراف من جسده وقد اوصانا الطبيب ان هناك نوع من الحقن ممكن ان تطول في عمره وان سعر الحقنة الواحدة حوالي مئتان دولار ويجب عليه اخذ حقنتان في اليوم والى فترة اسبوع او اكثر , لكن لم يهتم اي مسؤول وصلت له المناشدة .

والمصيبة الكبرى . حين مات خالي نعت الحكومة العراقية فقيد الكرة العراقية وقد عملوا له تشييع عسكري مهيب كلف الحكومة العراقية عشرات الملايين , واخذوا على عاتقهم ان يوفوا بوصيته بان يدفن في ملعب الشعب الدولي , وقد بنوا له تمثالا كبيرا . ونحن كعائلته لم نهتم لهذا التشييع ولا للتمثال الذي بنى , ما يهمنا حقيقة لو اهتموا بصحته حين ناشدناهم ..

قبل سنة تماما ماتت شاعرة العراق لميعة عباس عمارة بعد معاناة مع المرض الذي هد جسدها رغم ان لميعة مقيمة في امريكا , بعث برهم صالح و وزير الثقافة بيان نعي مكتوب على مواقعهم الاكترونية , وقامت الدنيا ولم تقعد على رحيلها من قبل الحكومة , فلو كانوا حقا جادين بنعيهم لارسلوا وفدا لتفقدها والاطمئنان على صحتها , او الطلب بان تدفن بارض العراق وخاصة قرب نهر دجلة التي تغنت به شاعرتنا رحمها الله في الكثير من المناسبات الشعرية .
اجزم يقينا ان اكثر السياسيين وعلى رأسهم برهم صالح لا يعرفوا من هي لميعة عباس عمارة ولم يسمعوا لها قصيدة واحدة , لكن بسبب ضجة النعي الذي صدر من مثقفي العراق اجبر السياسيين على ان ينعوها رغم جهلهم بشخصية عمارة .
كلكم تتذكرون معي القاص المعروف خضير ميري وهو مرمي في احدى مستشفيات بغداد الحكومية من دون رعاية تذكر الا من قبل بعض الادباء ( المفلسين) الذين ناشدوا عشرات المرات الحكومة , لكن الحكومة تجاهلته فمات ميري وبعدها اصدرت حكومتنا نعيا تواسي فيه ادباء العراق واسرته ؟ .
والقائمة تطول …

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *