في عراق الحضارات ، والامجاد و الرسالات ، قامات من القيادات والزعامات من خامات أصيلة تمتد جذورها بالوطن ، و ترتقي أفعالها إلى البطولة ..لكن للاسف نفتقد منذ عقود إلى الزعامات العملاقة التي تصنع التاريخ وتغير الأحداث والوقائع ، لأن خامتهم بسيطة حد السذاجة ، و قاصرة حد البلادة ، فتجد الكثير منهم مولع بالقتل والسطو ، و مفتون بالنساء والمال ..
استذكرت وانا اكتب مقالي ،،رجل الحرية الافريقي،، الذي تربع على رئاسة جنوب افريقيا بعد أن قضى ربع قرن من عمره في سجن التمييز العنصري ..

كان نيلسون مانديلا الاسود البشرة،
يدرس الحقوق في الجامعة، و كان بيتر أحد أساتذته أبيض البشرة يكره نيلسون بشدة !!
و في أحد الأيام ، أثناء تناول الأستاذ بيتر طعام الغذاء في نادي الجامعة، اقترب منه نيلسون مانديلا حاملاً طعامه و جلس بقربه..
قال له الأستاذ بيتر: يبدو أنك لا تفهم يا سيد مانديلا ،، *أن الخنزير و الطير لا يجلسان معاً ليأكلا الطعام* ،،!! وهذا مثل عنصري شائع في افريقيا..
نظر إليه مانديلا و أجابه بكل هدوء:
لا تقلق أيها الأستاذ فسأطير بعيداً عنك ..
ثم ذهب و جلس على طاولة أخرى..
لم يتحمل الأستاذ جواب مانديلا فقرر الإنتقام منه..
في اليوم التالي،، طرح الأستاذ بيتر في الصف سؤالاً على مانديلا :
سيد مانديلا إذا كنت تمشي في الطريق و وجدت صندوقاً ،و بداخل هذا الصندوق كيسان ،الكيس الأول فيه المال ،و الكيس الثاني فيه الحكمة..
فأي الكيسين تختار !!؟؟
و بدون تردد..أجابه مانديلا: طبعاً سآخذ كيس المال …
إبتسم الأستاذ و قال ساخراً منه :
لو كنت مكانك لأخذت كيس الحكمة …
و بكل برودة أجابه مانديلا:
*كل إنسان يأخذ ما ينقصه* …
في هذه الأثناء ، استشاط الأستاذ بيتر غضباً و حقداً لدرجة أنه كتب على ورقة الإمتحان الخاصة بمانديلا :
غبي .. و أعطاها له…
أخذ مانديلا ورقة الإمتحان ،و حاول أن يبقى هادئاً جالساً إلى طاولته.. و بعد بضع دقائق وقف مانديلا وإتجه نحو الأستاذ و قال له بنبرةٍ مهذبة :
أستاذ بيتر لقد أمضيت على الورقة بإسمك، لكنك لم تضع لي علامة..
بهذا السلوك المتزن والمدافع عن حقه ، كانت خامة الزعامة في رجل صار رئيسا” متسامحا” لبلد عانى من حقبة عنصرية قاسية..

اللهم انعم علينا بحاكم عادل..
صادق وغيور و فاضل..

البروفيسور د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *