بداية ارجو ان لا يُفهم من كلامي ، انني اتوجه باللوم لمديرية الدفاع المدني ، وجيشها المجاهد الحالي الذي يواجه بتحد وصبر وبطولة غول النار وخطورتها ، والكوارث الاخرى ، فلهم جميعا مديرا ومنتسبين ، الشكر والامتنان العالي ، لكني اشير الى ظاهرة اتسعت بشكل لافت ، واعني بها الحرائق التي باتت هاجسا مقلقا للمواطنين ، ففي كل يوم يندلع حريق كبير هنا وهناك ، ولم يقتصر الامر على محافظة معينة ، فخارطة العراق كلها شملت بالحرائق !

وامامي معلومات مذهلة خاصة بمديرية الدفاع المدني كشفت فيها عن إحصائية الحرائق التي جرى إخمادها منذ بداية العام الحالي وحتى شهر نيسان المنصرم فقط ، بلغت 6 آلاف و49 حريقاً في عموم البلاد، باستثناء إقليم كردستان.. فيما أشرت المديرية في إحصائية العام الماضي، أكثر من 31 ألف حريق في مختلف القطاعات، تصدرت بغداد فيها على باقي المحافظات، مقابل 29 ألف حادث حريق سجلت في 2020.

هذه ارقام سوداء ، مفعمة بالألم ، يتوجب التوقف امامها جليا ، واتخاذ اجراءات عاجلة من كل الجهات بداية من رئاسة الوزراء والبرلمان ورئاسة الجمهورية .. اذ يبدو إن مسار هذه الحرائق في تزايد ، ووقودها الارواح والممتلكات ، وخلق الفوضى المجتمعية .

الذي يلاحظه المرء ، ان مديرية الدفاع المدني ، لم تحظى بالرعاية المطلوبة ، من حيث الاهتمام بالمنتسبين ورواتبهم والمحفزات المعروفة الاخرى رغم بطولاتهم والخطورة التي تجابههم ، الى جانب عدم توفر الاجهزة والأليات المناسبة والحديثة ، فمن خلال مشاهداتنا التلفزيونية ، وقراءاتنا ، لم تعد السيارات المائية الضخمة التي نراها في اخماد الحرائق في العراق ، هي الاساس ، فإخماد الحرائق في الخمسينيات ، يختلف عنه في الالفية الثالثة ..!

وقد حدثني صديق مختص ، ان هناك دولاً تركت هذا الاسلوب ، واتجهت الى استعمال المواد الرغوية ، بمركبات صغيرة ومتوسطة يمكنها الدخول الى المناطق الضيقة ، وهي عبارة عن فقاقيع غازية تتكون من سوائل مائية ، ولهذه المواد مميزات و خصائص مختلفة و فعالة في اطفاء الحرائق بكل انواعها كالتأثير العازل ، التأثير بالتبريد ، والتأثير بالأستحلاب فعند القاء هذه المواد على النيران يتم انهائها مباشرة نتيجة لتبخر المياه التي تحتويها ، وايضا هناك المساحيق الكيماوية الجافة ، وهذه الوسيلة تتميز بقوة فاعليتها و سهولة توافرها حيث ان هذه المساحيق تعمل على اطفاء حرائق السوائل القابلة للاشتعال بسرعة ، وطريقة غاز ثاني اكسيد الكربون حيث يعتبر هذا الغاز من الغازات الخاملة ومن اهم صفاته انه لا يشتعل و لا يساعد على الاشتعال كما انه ليس له اي تأثير على المواد المشتعلة لذا يفضل استخدامه في اخماد الحرائق ..

نأمل ان تتوجه الانظار بالرعاية الى مديرية الدفاع المدني ، وتخصيص الاموال اللازمة لها لتحقيق طموحاتها ، فهذه المديرية هي صمام الامان امام الكوارث … فهل ادركنا ذلك؟

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *