دعوني أولاً أفخر، وأتباهى بصداقتي الدائمة لأبي الطيّب الأستاذ سعد البزاز، وأيضاً بمحبّته لي، واستجابته مرّات ومرّات لما أدعوه إليه من عملٍ كريم ينتمي إلى سجايا فروسيته أخلاقاً، وقلباً، وضميراً، ووجداناً. وبصدق أقول: لم أجسرْ يوماً على أنْ أخدش صورته الجميلة في قلبي. ولا منقبة لي في ذلك، فلقد أحبّه كلُ من عرفه، واقترب منه، زامله، أو رافقه في رحلة، أو حتى رآه لمرة واحدة.

عرفتُ كراماً كباراً قليلين، لكنّ من الصعبِ على وجداني أن يجعل كريماً من هؤلاء الكرماء بمستوى شجاعة سعد البزاز، ذلك أنّ الكرم شجاعة، والشجاعة أولى قسمات الفروسية، إذ لا فارس جباناً، ولا فارس بخيلاً، ولا فروسية من دون هاته وتلك!. بلسان جميع من وفق الله سعداً لإعانتهم -وأنا شخصياً منهم- أقول: ربّنا يحرسه، ويحميه، ويكرمه كما يُكرم أصدقاءه وزملاءَه، وقبل ذلك فقراء الناس، ويحمي كرامات النساء، والأطفال، وكما “ينتخي” سرّاً وعلانية لإبداء المساعدة لا على قدر ما يحب أن يؤدي للناس من خدمات إنسانية، ولا على قدر ما يستطيع، لكنْ فوق ما يطيق، وأكثر مما يجب!.

إنّ ثريا أبي الطيّب، بل “أبو الطِيب كلِّه” تتنزّه دائماً وفي كل مناسبة عن ثرى “زناگين العراق” البائسين “الجبناء” الذين لا ينظرون إلى عِزّ الحياة إلا من ثقب باب “ذلّ القماءة” ولا يعرفون من دنيا الله الخالدة إلا صلاة يكرّرون فيها حركات رياضية، لا قيمة لها، ويحفظون شيئاً من القرآن الذي يلعنهم في كل آية من آياته البيّنات!. إنّ من “الوغادة” بل من “اللا تأدّب” حيالَ جميع آيات جود الله ورحمته، وكرم محمد وجمالاته، وإيثار علي وزهده وحبِّ عمر للفقراء وعدله، ورفقِ أبي بكر وبذله، وسخاء ذي النورين عثمان (الأكرم مثالاً في إنفاق ماله على بدء الرسالة)، أنْ يزعم هؤلاء الأثرياء الفاحشون في ثرائهم، أنهم مسلمون، أو أنّهم من فيافي العروبة في شيء، أو بالانتماء إلى رغدِ “عراقتهم” وهم يرون منذ أكثر من عقدين ما يفعله الأستاذ البزاز، لكنّهم كالصم، البكم، العمي، لا حراك لحواسّهم حيال كرم البزاز، وجوده، وحيائه، ونخوته، وشهامته، وبطولته في إنقاذ الكثيرين من فقراء شعب العراق ومساكينه!.

بالطبع أنا أستثني عديد الكرماء الذين أعرفهم شخصياً، لكنّ كرمهم بصراحة برغم ضخامة ثراء بعضهم، لا يكاد يكون شيئاً بإزاء ما يداوم على فعله أبو الطيّب لا حبّا بظهور، ولا نشداناً لتكريم أحد، ولا رغبة في اعتراف بالجميل منّي أو من غيري، إنما هي سجية، كانت في الأستاذ سعد البزاز، واستمرت، ومازالت باقية، فمذ عرفته لأربعين سنة ونيّف!. هو هو في كرمه، لكنْ كلّما زادت قدراته، زادت أيادي طيبه وطيّباته.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *