تجسدت فيها معايير الجمال وجعلت منها لوحات ناجعة بالمقاييس الكاشفة عن صورتنا الحقيقية تمتزج بكل الأحاسيس الفياضة وتسمو النفوس العالية في سماء الإبداع، متانتاً وصلابتاً وعنفواناً وعزماً وتصميماً على العمل الخلاق والإنجاز المتميز لهذه الأطياف والجنسيات المتنوعة عبر العالم، في هذا الحدث الفريد من نوعه وغير المسبوق الكفاية والريادة والإبتكار والطموح غير المحدود من رؤية وميثاق ثقافي عربي دولي ورصيد حضاري زاخر.
ولتكريمنا ضمن سفراء المجد لعام 2022 الذي شملت لوحاته على (500)  شخصية تضم نخبة منجزة علمياً وثقافياً وإعلامياً واجتماعياً على مستوى العالم في مهرجان جمعية المترجمين العرب، ابحرت بهم سفينة قادها الربان الماهر عامر العظم والمُلهم رُقياً وحداثة وسباقاً مع الزمن، ولاسيما احدى الركائز الأساسية لدفع عجلة التقدم في المجالات شتى وهي تتمتع بكامل حقوقها الاجتماعية والسياسية، فالمرأة اليوم ليست شريكاً في إتخاذ القرار بل صانعة له ولأنها حاضرة بقوة منحت كل الدعم والثقة والإعتزاز والتشجيع التي قرعت اجراس خلود المشهد التكريمي السابع. تعد عملية التبادل والتلاقح الثقافي وتعزيزها لفتة بارعة وتظاهرة عالمية عامرة ممزوجة بالفخامة، تمنح الحدث التأريخي زخماً لا يمكن الإستهانة به، بوصفه جسراً ووسيلتاً رائعة للقاء تيارات الثقافات العربية والعالمية والتفاعل بينهما لتغيير الموازين كافة، لترسيخ القيم الإنسانية السامية وخلق أواصر الصداقة وتقدير دور هؤلاء النجوم المبدعين والمتميزين داخل الوطن العربي وخارجه، فضلاً عن تعانق المشاعر والإنجازات وتناثر حولها كلمات العشق المترعة بالإبداع والتميز. ان أوضاع المثقفين وواقع الثقافة العربية المندوبة بالمأساة والمعاناة والتهميش، المنعوتة بالمحن والنكسات والترهل المؤسسي والكبت السلطوي الذي يعم أغلب البلدان، والانبهار بالثقافة المتقدمة المستوردة والطلب عليها للقضاء على شعور هذه الشعوب بالسخرية والتخلف واليأس والهزيمة، إذ تعد الثقافة الخطاب الأكثر نفاذاً إلى العالم في نقل الصورة الذهنية وتشكيلها إلى الشعوب الأخرى، وإمكانية التفاعل الحي مع الحضارات الوافدة على أساس إحساسنا بواقعنا في الأرض والتأريخ والمجتمع، من أجل إعادة تكوين نوع عقل الإنسان، سواء أكان عقلاً مشدوداً إلى الخلف أم جامداً في مكانه أم قادراً على التطلع بأمل إلى مستقبل أفضل.. فالتكريم نهج عريق وسُنّة حميدة ووجه من وجوه العدالة والإنصاف لإشاعة الفرح والسرور، في نفوس أولئك الذين تعبوا حتى وجدوا ثمار تعبهم تُجنيه جمعية (واتا) صاحبة هذه المبادرة بكل تقدير واحترام وشفافية ومصداقية، وتزداد قيمته وأهميته ومردوده لكل القامات الإبداعية التي نالت شرف التكريم ليرتشفوا من رحيقه وجمال لوحاته، وما تحمله من الرسائل المباشرة وغير المباشرة في بيئة التنافس للإنبعاث الحضاري وولادة المشهد الثقافي الإبداعي العربي والعالمي الجديدة في المستقبل.
{ أكاديمي وكاتب عراقي

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *