الابداع لا يرتبط بالعمر .. فهناك اطفال موهوبون مبدعون .. وشباب انتجوا اعمالا خالدة وهم في عمر صغير .. وكبار في السن استمروا في الكتابة الى اخر اعمارهم التي تجاوزت التسعين بكثير .. والشواهد كثيرة ..
والابداع لا يرتبط بالمكانة والمنصب .. ولا بالشريحة و بالجنس والوطن .. فهو عابر للحدود .. ويشمل مختلف ميادين الحياة والتخصصات ومنها الصحافة والاعلام ..
فالعمر وحده لا يكفي ليكون الصحفي أو الاعلامي أو الكاتب معروفا ورقما مهما بين كل هذا العدد الكبير من الصحفيين والاعلاميين والكتاب في بلاده أو في العالم ويكون مؤثرا في مهمته التنويرية والتأثير بين الناس .
ولا الشهادة وحدها تكفي ..
ولا المنصب وحده يكفي ..
ودليلي …
ان هناك صحفيين وإعلاميين شباب حققوا حضورا متميزا وأقامواعلاقة وثيقة مع المتلقي وتجاوزت شهرتهم حدود بلدانهم بسبب ابداعهم وكفاءتهم العالية والتحديات التي واجهوهها في سبيل التعبيرعن افكارهم وما تمتاز به من واقعية ومصداقية وفائدة ..
هناك كتاب وصحفيون ومحللون ومقدمو برامج ومذيعون من الشباب دخلوا في ( أجندة ) المتلقي وإرتبط معهم برابطة تشبه (العقد الملزم) وينتظر اطلالتهم عليه ليستجلي الموقف ويعرف الحقيقة منهم .
شباب سجلوا أسماءهم باقتدار من بين هذا الكم الكبير جدا في الفضاء المفتوح لكن هناك كبار في العمر لم يكن لهم أثر يذكر ..
القارىء – المتلقي – المواطن تسميات لمعنى واحد ، تصب وتلتقي عنده جميع روافد الاعلام والصحافة ، وهو الحكم على أداء الكبار والشباب من المبدعين فيه ، وهو وحده ، وليس أحد غيره من يملك حق تقويم الصحفي والصحيفة، في الأقبال عليها ، أو في الاعراض عنها ، وثقته هي التكريم الحقيقي للصحفي ، وما عداه من تكريمات ، ليست أكثر من أوراق نقدية تنتهي قيمتها بعد أن ينفقها ، أو درع ، أو كتاب شكر وتقدير ، محفوظا في إضبارة لكنه لا يعني شيئا للقارىء ..
إذا كان التكريم من هذه الجهة أو تلك بما فيه الرسمي لم يكن من نصيب جميع المستحقين ، فلا يعني ذلك أن نصيب أقرانهم الاخرين ممن لم يشملهم التكريم يكون ( الحصرم ) من كل تاريخهم ، فلهم حضورهم المؤثر عند المواطن وتكريمهم ومكافآتهم الحقيقية هو في مدى تفاعله معهم واستفادته مما يكتبون .. ذلك هو التكريم الحقيقي .. فتكريم المواطنين أو بالادق التكريم الشعبي للصحفي هو الافضل والأبقى وأهم من أي تكريم أخر.
ومثلما تكرم الصحيفة تعاقب الصحيفة ايضا عندما لا تلتزم بواجبها المهني والتنويري والتعبوي ولا تقول الحقيقة ، فتجابه بعزوف القارىء عنها ، وهو أقسى عقوبة لها وعندها تضطر الى أن تغلق أبوابها بقرار من القارىء ، وليس من أي سلطة رسمية ، واذا ما استمرت تتحول الى نشرة إعلانية أو واجهة لهذه الجهة أو تلك لكنها غير مؤثرة في الرأي العام .. والشيء نفسه ينطبق على الصحفي والاعلامي والمحلل ..
واليوم وفرت التكنلوجيا والوسائل الفنية الحديثة من الوسائل ما يمكن الصحيفة والصحفي والكاتب أن يعرف قيمة ما يكتب وقوة تأثيره في الرأي العام .
ليس بإمكان المتلقي اليوم أن يقرأ كل هذا الكم الغزير من الكتابات ، ويتابع الفضائيات والمواقع الالكترونية بمختلف مسمياتها ، وإنما يختار منها أسماء بعينها اختبرها بالتجربة الطويلة ، وعرف قيمة ما تكتبه فكريا وعمليا وتمتلك رؤية دقيقة ، وقدرة فائقة على عرض الافكار باسلوب راق يمتاز بالحيادية والموضوعية والفائدة والدقة ..
الكثرة غير المؤثرة لا تعني شيئا ، ، ولا تكون أكثر من مساحات مطبوعة فقط ، لسد الفراغ لتظهر الصحيفة بالقياس المطلوب فنيا وإخراجيا ، ولكن دون مضمون مفيد.
وأخطر ما توصف به الكتابة عندما تبتعد عن الواقع ولا تقول الحقيقة بانها (تضليل ) ولن تجد من يقرأها غير كاتبها فقط .. وتلك اقسى عقوبة ..
الاعلام اليوم يُعد من بين أهم مقاييس تطور الشعوب والدول ، وبنظرة بسيطة الى اعلام أي بلاد تعرف من خلال ما ينشر ليس فقط المستوى الاقتصادي والعلمي ومجالات التطور المختلفة في الحياة وانما مستوى الحرية والديمقراطية ، والعلاقة بين الحاكم والشعب ، وطبيعة الرقابة الشعبية ومستوى تأثيرها ودورها في القضاء على الظواهر السلبية ..
باختصار ..
الاعلام هو اللسان الناطق باسم الواقع .
وتلك .. مهنة نبيلة ، ومهمة تتطلب الامانة والصدق والحقيقة والتضحية الكبيرة .. ولذلك تكون صعبة على من يريد التميز فيها ..
{ { { {
كلام مفيد :
تمسك بالصديق وتعامل معه على قدر تحمله .. فهناك حكمة قديمة مضمونها .. لا قيمة للخشب أمام الذهب ، ولكن عندما توشك على الغرق ستمسك الخشب وتترك الذهب.. .
كل له دوره المقترن بظرفه ..