منذ أيام وأنا أكرر تواصلي مع قناة ديوان الفضائية التي تعود ملكيتها لديوان الاوقاف، وهي أحدى الفضائيات العراقية التي نقشت أسمها على خارطة الفضائيات التي تحظى بجمهور واسع من المتابعين، وخلال تجوالي في أروقة بنايتها الانيقة المصممة بطراز هندسي فخم ترتقي على بنايات فضائيات ومؤسسات عربية كبرى . وكغيري من الزائرين، خلال الدخول حظيت بحفاة استقبال من زملاء أعزاء، تجولت برفقتهم داخل البناية الأنيقة، وعيوني تترقب بفضول اقسامها واستديوهاتها، والعاملين بها.
تجولت في استوديو النشرات الإخبارية والبرامج، وغرف المصورين، مرورا بغرفة المراسلين، والمنتجين، وصولا الى مطبخ الأخبار الذي بات يطبخ قصص مآسينا العراقية التي تتجدد بمرور الزمن، كأي مطبخ أخباري عراقي – عربي، لينقلها بطعم الألم وشهية شعوبنا باستقرار أوطاننا. وأنا اتجول في باحات الغرف ،وبعيون الناقد الإعلامي، شاهدت من يدريها والعاملين بها شبابا، أكبرهم نهاية عمره الثلاثينيات، وتساؤلات تطرح، هل من يدير القناة شبابا، هل لديهم الأفكار والخبرات التي تعزز من مكانة هذه المؤسسة ، بمعزل عن الصحفيين الكبار التي قد نستفيد من خبراتهم المتراكمة؟ ، تجاذبنا أطراف الحديث لكثر من مرة مع بعضهم على مدار زيارات متكررة ومراقبة لطبيعة عملهم ، تفاجئت بسماع أفكار متجددة غنية تخرج من صحفيين شباب ليست لهم تلك التجربة الطويلة، ولم أسمعها حتى من صحفيين كبار، ينتمون لمؤسسات عربية ومحلية عريقة، تتوافر عندهم جميع الامكانات من أجهزة ومعدات رقمية حديثة، لكني الذي لفت انتباهي أنهم تواقون نحو الابداع والرغبة في العمل والتطور، حتى خرجت بانطباع غير مسبوق، أن هؤلاء الشباب، يمتلكون من المهارات الصحفية النوعية، التي تعزز من مكانة مختلف المؤسسات الاعلامية ؛ شريطة أن يتم توفير البيئة الإعلامية التي تتناغم مع مستحدثات الثورة الرقمية الجديدة، بادخال الأجهزة والمعدات الحديثة ،شأنها شأن المؤسسات الإعلامية الكبرى التي بدأت توظف تقنية الذكاء الاصطناعي وصحافة الروبوت في تأدية عديد المهام الإعلامية ،التي تعزز من مكانة المؤسسات ونتاجها الاعلامي، وانتاج مضمون اعلامي يلبي طموحات الجمهور المتابع، وصحيح ان النظرية تقول اعطني مالا اعطيك اعلاما ، لكن قناة ديوان اهم سمة فيها هي الاستقرار والهدوء خلال تأدية رسالتها الإعلامية اليومية.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *