كلما جمعت بين كفي
بعض الحصى من زجاج
أرجم به
عثرات المصير
وجدت الطريق طويلة
والحصى يتوالد
والسماء تتضاءل بين روافد الضوء
وجدت القمر يحزن لأجلي
ثم وجدت قلوبا كثيرة
تتمرغ في طوفان الألوان
لوحة بالأبيض والأسود بإطار من حديد فولاذي
تزين وجه العالم.
وجدت أعلاما داخل أحلام أطفال بنصف إسم
تتفتت كمن رش وجوهها بماء الموت
وجدت سحابا يتكاثر
يمطر فراقا
والأيادي تتعالى
تسيل دما
حصى رقيق جدا
كما نملة تأكل عين الحقيقة عاما بعد عام
على شهية أطباق السلمون والإربيان
ثم
لم أجد كفّي
لم أجد قدمي…
لم أجد حذائي أمسك بمساميره
وجدت أنثى فارغة من جنسية على أشواك
الضباع
وجدت جثة هامدة يأكلها النمل
فتتفرق الطرقات
ويموت الظل سدى

لون طلاء أظافري لا يعجبني
لوني ظلام لا يعجبني
صوتي غراب لا يعحبني
ثم
أهرب مني إليّ
إلى سراب قادني إلى المجهول
أغسل أحذية المناضلين من درن الاغتراب
من بقايا أفيون وماركسية بلا لون
وأحصنة بلا بارود.

ثم
أنتشل من التراب حفنة صامتة
أنظف بها جسدي المتعفن
بلمسات غريبة عن هواء مدينتي
وأرحل
بفجر خطوات شاردة
تركض بي إلى حيث لا أدري
والحصى بكفي والوطن بكف الحصى

 

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *