بقلم الدكتور حسين العويسي .

 

 

من حسنات الساسة الماهرين انهم لا لايزعلون من النقد ولا حتى من السب والشتم ، لانهم ثعالب بطريقة احتواء الاخرين ، ودائما الدهاء يكمل نقص مظهرهم .

وحينما يقلدهم الاخرين من نخب المجتمع ” تضيع عليهم المشيتين” كما يقولون ، مثلا ؛

اذا قلدهم شيخ العرب هبط وسقط ، لسهولة دخوله المعترك وعدم قدرته على الانسحاب سالما .

في فترة التيه التي مر بها العراق بعد الاحتلال ، لجأ الناس إلى العشيرة لحمايتهم من ضيم وجور الطائفية وانفلات الامن ، ظنا منهم ان العشيرة متماسكة كما كانت سابقا ، ولها القدرة على استيعاب مشاكل أبنائها وحمايتهم ، فوجدوا كثيرا من القيادات العشائرية تائهة و بعضها  مبيوعة ، وأخرى اصابها الضعف والهوان والانحراف عن القيم والاعراف ، والشيوخ الثابتة على المباديء بعدد أصابع اليدين .

والاجيال الجديدة تصورت مايجري من سلوكيات في نظام العشائر الحالي هو السلوك الاعتيادي  الصحيح ، ولايعرفون ان السلوك العشائري الحالي هو دخيل وطارئ  .

و يتمثل في :

— استخدام سيء لفن المراوغة

، لإخفاء الحقائق في المشكلات والفصول العشائرية .

— صناعة الفتن وتغذيتها لضمان استمرار وجودهم في الساحة اسوة بالسياسيين .

— كثرة الانشقاقات والتكتلات بحيث أصبح للعشيرة الواحدة وفي كثير من الاحيان ، شيخان عامان( من نفس العائلة او قريبا منها) ، ولكل واحد منهم مجموعة مؤيدة منافقة ، مقابل ترأسهم لأفخاذ فضائية .

— اما ابناء العشيرة من المثقفين والكفاءات والنخب ، كان الله في عونهم وزادهم صبرا ، فلا يستطيع الشيخ الحدث مجالستهم  في السراء لانهم أكثر دراية وأركز منه ، لكنه يلجأ  أليهم عندما يغوص في الوحل فقط .

كنا سابقا نسمع ان الهر يفرح بعزاء أهله ، ليملئ بطنه من مائدة العزاء في أيام الجدب ، والآن نرى بعض شيوخ العموم واقزامهم يفرحون اذا اصاب احد بيوتات عشيرتهم كدر او خصام مع الاخرين ، ويعتبرونها فرصة ثمينة ليُظهر الشيخ المستجد حنكته ، ويؤكد حضوره ، ويتسابق مع منافسه حتى ( يعدل المايلة) .

وشيخ مستجد آخر ، كان فلاحا عند شيخ عشيرته الاصلي ، تنمر وتمرد عليه .

وآخر مُدعي ، ان رصيده من الرجال المئات ، لدعم مرشح للانتخابات بأصوات عشيرته ، في حين انه لايحكم حتى عائلته ، فغلب مرشحا للانتخابات لعوبا مثله .

السؤال ؛

ايهما الشاطر ؛ السياسي المرشح ، ام الشيخ المستجد ، او الشيخ الاصلي ؟.

اترك الإجابة للمرشح ليتعلم الدرس ، وللشيخ النائم الاصلي كي يصحوا من نومته ، والقارئ الكريم من حقه ان يقرأ المعوذات .

ومن طرائف اهل الحسجة العارفين من شعراء البادية ، انه ذهب إلى أحد اصدقائه من الشيوخ الجدد فوجده يتفاوض مع المحتل بخصوص مقاولات ترضية بمعنى  ؟؟. .

فانشد يقول :

ماكافي نخرت الضرس ياسوس…

عرفتك ماتصير خلال ياسوس …

أخَبرَكْ شيخ .. ليش اصبحت ياسوس…

وكطعت الكرامة كَيد نية ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *