معظم الدول النفطية مستعمرات لإدامة ثروات الدول المُستعمِرة لها.
فلا دور أساسي للنفط في بنائها ورفاهية مواطنيها , وكلما زادت أسعاره إنطلقت شهية شركات الأسلحة , وأذكت الحروب اللازمة لتأمين أرباحها وإدامة إنتاجها.
فالمجتمعات النفطية تحترق شعوبها بالنفظ , ويزيد الفقر والقهر والمعاناة فيها.
الإستعمار بالنفط سياسة مستترة وذات مردودات ربحية عالية دون جهد , والإستعمار نشاط إقتصادي هدفه الإستحواذ على ثروات البلدان المُستهدَفة.
ولو عاينا أي دولة نفطية في المنطقة , لتبين أن النسبة العظمى من عائداتها ترقد في البنوك الأجنبية , وإستثماراتها في الدول الغربية , ولا توجد إستثمارات كبيرة في مجتمعات دول الأمة.
وبعض أنظمة حكمها تصرف رواتب خيالية لأناس لا يعيشون في البلاد , وليسوا بحاجة إليها , لكنها تذهب إلى حيث يتواجدون , فتأتي إلى الدول المُستعمِرة لبلادهم , وتقدَّر بالملايين شهريا , وإبن البلد يتضوّر من المقاساة اليومية القاهرة , وهي وسيلة لمصادرة الثروات الوطنية , ولو كانوا في داخل البلاد لنفعت حتى وإن كانت سرقات.
والعجيب في أمر حكومات بعض الدول النفطية , إن أعضاءها يملكون أرقاما مليونية في البنوك الأجنبية , لا يستطيعون التصرف بها , لأنها مجرد أرقام مسجلة بأسمائهم , وتتصرف بها المصارف وفقا لمصالحها , ولا تسألهم من أين جئتم بها , أما إذا دخلتَ مطاراتها كمواطن عادي , فيسألونك كم معك من المال , وربما يتخذون إجراءات قانونية صعبة , إذا وجدوا ما يتجاوز المسموح به.
أما النهّابون لبلدانهم , الذين ينقلون الملايين إلى البنوك , فمسموح لهم بالنهب الفتاك والجلب المطلق للأموال!!
فهل أن الحكومات ذات درجة عالية من الوطنية؟

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *