الاخبار التي يضج بها بين فترة واخرى الاعلام والوكالات المحلية والعالمية ومواقع التواصل الاجتماعي تضمنت احداث يجب التوقف عندها مثل تسىريب اسئلة وكذلك اسقاط طائرة شراعية محملة بمليون حبة مخدرة عابرة للحدود بالبصرة وعمليات نصب واحتيال والعديد من الحوادث الجنائية التي قادتها عدد من المراهقين من كلا الجنسين ، اليوم نجد من الواجب التوقف عند هذه الاخبار من زاوية مهمة سرقة مستقبل الاجيال .
جوهر الموضوع أذاً ( سرقة مستقبل الاجيال ) من خلال دولة الفساد العميقة .
الاجيال الصاعدة هم الامل المنشود وباستثمارهم يتم البناء والتطوير والتغيير ، فعندما تُستهدف هذه الشريحة المهمة اعلم ان المخطط كبير والقائمين والراعين له لا يريدون الخير والرُقي للبلد .
المساهمة بتسريب الاسئلة مثلا ستسمح لفئة لا تستحق بالرُقي والنجاح والوصول لمرتبة علمية ومرحلة دراسية جديدة دون وجه حق من خلال سرقة عقول وجهود الطلبة الأخرين المجتهدين والاهم ساهمت بتدمير قادم بتسلم شخوص غير كفوئين للمواقع ، فطالب اليوم هو قائد الغد ، وان كان القائد بالغش وبغير استحقاق فكيف ستكون إدارته عندئذ ونحن نعاني كثيرا من القيادات غير الكفوءة وغير المهنية .
المخدرات تلك الآفة والوحش الكاسر بوجه بريء بقوة ناعمه لكن اضرارها كبيرة ومستمرة ، فالفرد المتعاطي سيُسرق عقله وسيكون دليل للشر لسرقة عقول غيره من اقرانه ومحيطه المعرفي الأجتماعي .
عملية التهريب بالبصرة بعد ان نوه ان هناك استخدام للدرون لنقل كميات بسيطة بفترات سابقة ، انتقل الامر بالمروجين لطرق سهلة نسبيا بكمية كبيرة وصلت لمليون حبة خلال الرحلة الواحدة فقط ، مليون حبه بمنفذ واحد عن طريق واحد تم السيطرة عليها مع هروب الجاني المحترف للطيران والهروب للجهة الاخرى من الحدود ، مع روايات انها ليست الاولى ولن تكون الاخيرة .
السؤال المهم كم من الملايين من الحبوب هُربت الى الان وكم من العقول سرقت .
لمن يُردد انها لم تستخدم ؟ الجواب طبعا كلا وهل حُفظت للذكرى .
فعليا هي الان سلعة تباع وتشترى وتتداول وتُهرب بيد غير مسؤولة ، وبالتاكيد الفئة الاكثر رواجا وترويجا ( الشباب والمراهقين ) .
الشباب الفئة المستهدفة في الحالتين ، اذن التقينا عند الهدف الذي يصبُ اليه الكثير الا هو تدمير عقول او سرقة مستقبل الشباب ، فكل من يُحب او يُسعد بتدمير البلد سيستخدم الدولة العميقة للفساد لهذه الغاية .
دولة الفساد العميقة هي السبب وكل طرف ساهم او شارك بتسريب الاسئلة من جهة هو طرف بترويج المخدرات من جهة اخرى وهو جزء من دولة الفساد من جهة أخرى .
اهداف دولة الفساد العميقة ان تجد بنهاية الطريق شباب منحرف عن جادة الصواب يكونُ لقمة سائغة للشر والعنف والتخلف والجهل والتعصب بكل صفاته وصوره .
المال قد يكون هدف لكنه ليس الاسمى او ( الغاية ) من الاهداف فسرقة عقول الشباب ومستقبلهم هو الهدف الاسمى ، بل طريق لتدمير الشباب بشكل مباشر او غير مباشر ، باشاعة روح الاحباط وتدني المواطنة الصالحة والسلوك المتزن لديهم بنتاجه السلبي المدمر ، وسرقة النجاح والتطور والتطوير مثلما سرق مستقبلهم وسيكونُ على استعداد ليلتحقُ بركب العاطلين عن التفكير والانجاز وان يكونُ ادوات للشر اضافة لركب العاطلين عن العمل الذي هم لقمة سائغة بيد الجميع بالصالح والطالح من الافعال والاقوال .
تقبل فكرة الدولة العميقة للفساد تفصيل واقع ومهم وتحديدا الان عندما اجتمعت بها كل اركان الدولة الاموال ، الأفراد ، الولاء ، المشتركات واهمها الارض .
الارض المحلية حاليا ارض خصبة ومرتع للفساد والفاسدين بكل اسمائهم وصفاتهم ، بسبب تخلف وقَدم نظم ادارة الدولة وضُعف قوة القانون والاستثناءات التي لا تُعد وتحصا وتدخل رجال السياسة بالدولة الادارية ، أضافة للمال والسلطة اللتان هما بلا رقيب او حدود .
لذا تجد الدولة العميقة للفساد خرجت من نطاق المحلية الى الإقليمية بل تحولت الى الدولية ، فالجماعات المسلحة
وغسيل الاموال بالعراق او من خلاله ماركة مسجلة شظاها بأغلب دول العالم .
نشدد ونونُه هذا الكلام بعيدا عن النخبه العلميه والادارية والمهنية الكفوءه من أساتذتنا وزملائنا واخوتنا وطلبتنا المتميزين والمخلصين الأمناء لرسالتهم الساميه بحب الوطن واهله ولا ننسى رجال الاجهزة الامنية والمؤسسة العسكرية بكل المسمياتها بل نُعمم وكل الشرفاء الذين دافعُ ودفعوا دمائهم بلا مقابل من اجل الوطن .
كم يفخر العراق الغالي بوجود نخب كبيره وقامات متميزه من الأساتذه والعلماء والأدباء والمفكرين ورجالات دولة وقادة امنيين وعسكريين وطلبة متميزين مُجدين .
الدولة العميقة للفساد تسعى
لتسقيط القدوه والمثل الأعلى
المتمثل والمتجسد بكل ما سبق من الصفات والعناوين المميزة من كلا الجنسين بتسقيط العمليه التربويه والامنية والعسكرية وهو تسقيط لجميع العراقيين الغيارى ، بل تسقيط للأمه العراقيه لتكون بالنهاية تسقيط للعراق الغالي .
ايها الشرفاء النزيهين الغيارى
أنتم ونحن جزء لايتجزء من هذا الوطن العريق بحضارته واديانه وموروثه هذا التشهير والتسقيط العلني لكل الثوابت الساميه هي الغايه التي يُريدها أعداء العراق ممن باعو ضميرهم للخونة .
لنختم برسالة احد الاساتذة الكرام :
لنشعل شمعه أو بصيص من شمعه خير من الأستمرار بلعن العتمه والظلام وخير من الأستهزاء بالوطن الغالي الذي هو أصبح أمانة بأعناق الأمناء المخلصين والحمد لله لم يخلو العراق من النزيهين والشرفاء والغيارى ، لكن مع الأسف مانسمعه من حالات الفساد عند البعض غطت على الصور المشرقه لكل جميل في هذا الوطن الجريح
شكرا لكم أيها العراقيون الأمناء للعراق الغالي
حماك الله ياعراقنا الغالي من شر الاشرار وكيد الفجار .