سبق واشرت في تغريدة سابقة الى ان بعض منتسبي البعثات الدبلوماسية قد اصابهم لوّثْ ارث التصرفات الهوجاء التي تركها لهم الامريكان من قبل ، ويبدو ان بعض المحسوبين على تلك البعثات الاجنبية من حمايات وموظفين لوجستيين ومرتزقة مازالوا لم يتعضوا من استهتار سابقيهم من القوات الامريكية ، ولم يعوا خطورة خرق سيادة القانون وعدم احترام مواطني الدول المضيفة لهم ، ولم يعرفوا بأن الاعتداء على اي “مواطن عراقي” يعد من المحرمات والكبائر التي لايمكن المساس بها بأي شكل من الاشكال، بينما لو ما امعنا النظر في الجانب الاخر من الكوكب ، سنجد بأن القوانين الصارمة في بلدانهم من تحدد اخلاقياتهم وثقافاتهم وسلوكياتهم مع اقرانهم في تلك المجتمعات، وان اي محاولة انتقاص او محاولة لاهانة اي مواطن من مواطني تلك البلدان ، قد ينزل عقوبات صارمة وغرامات مالية بحق من خرق بنود حقوق الانسان .
سعادة السفير المحترم … الحضارات التي لدينا بلاشك اثارها لازالت موجودة في متحف اللوفر في باريس ، واصبحت مدينتكم ومدن اخرى في اوروبا مكان جميل لجذب السياح من مختلف انحاء العالم ، ومصدر للدخل القومي بفضل اثار العراق طبعاً لا بفضل العطور الفرنسية ، للاسف اقول اثبت اليوم اثنين من افراد وطاقم حماية بيتكم العكس من ذلك ، وكانوا انموذجاً رائعاً للاخلاق المتدنية، عندما اراد موكبكم متعمدين صدم سيارتي ومضايقتي بحركات استفزازية ،ولا استبعد بأنهم لديهم سوابق اخرى مع مواطنين اخرين ، وهنا لا اقصد الطاقم العراقي قطعاً الذين كانوا قمة بالخلق الرفيع ، مقارنة “بالنزل اللي يدبچ عالسطح ” الذي لم تضع لهم الحكومة العراقية حدود وخطوط حمراء تمنعهم من استفزاز اصحاب الارض ، اصحاب العيون الزرقاء والبشرة البيضاء ابناء نابليون بونابرت ، واحفاد صناع الثورة الفرنسية الذين كشف عورتهم تصرف بسيط اهوج خارج حدود السياقات الدبلوماسية ، مع مواطن ادرك ان هؤلاء الصغار مصابين بأمراض عدم الادراك واختلال التوازن الاخلاقي ، وفقدان الادب والتعري والضمور الفكري عن طريق التعدي على مشاعر المواطنين بحركاتهم الاستفزازية اثناء تجوالهم في احد شوارع بغداد ، ولم اعد استغرب شيء من الدخلاء الذين كانوا يحلموا بأن يأخذوا فيزا الى العراق ،لانهم نسخ جديدة من الامريكان بحق المدنيين العراقيين وانتهاك السيادة العراقية .
سعادة السفير المحترم … انصحكم بأن تأخذوهم إلى شارع المتنبي لكي يتتلمذوا قليلاً على يد احد اصغر القراء والكُتاب المنحدرين من الحضارة السومرية والاشورية والاكدية، وان تعطوا قسطًا قليلاً من الراحة لحضارتكم المزيفة التي تبجحتم بها ، لان الادب الفرنسي على مايبدو مصاب هذه الايام بوعكة صحية بسبب نقص الغاز والازمة الروسية الاوكرانية ، ويعاني من فقر الدم بمعايير وسلوك وقواعد الاخلاق الدبلوماسية ، بل على الاغلب اعتقد انكم لم تخضعوا موظفيكم لدورات في فن “الاتكيت الفرنسي” عندما يكونوا ضيوف في دولة اجنبية ، او ربما تأخذهم للمقاهي والصالونات الثقافية الموجودة في شوارع دار السلام لكي يستسقوا الادب والذوق والتصرفات اللائقة واللياقة، لان العراق بعد عام ٢٠٠٣ يختلف كليا عن ماهو عليه بعد عام ٢٠٢٠.
أنتهى ..
خارج النص / الشاعر العربي يقول “ياضيفنا لو زرتنا لوجدتنا … نحن الضيوف وانت رب المنزلِ” .