ليس ذلك حماقة او بلا سبب كما قد تتصور، فلولا ذلك لجاءه من يسأل (حول التغريدة المرفقة):
1- حررت الخضراء ممن؟ لو جاء اتباع المالكي وطردوا نوابنا قبل ان يستقيلوا، هل نسمي هذا تحريرا، ام ان “التحرير” عندما نقوم به نحن فقط؟
2- من فوت الفرصة عام 2022؟ الست انت يا سيدنا لما اعلنت انسحابك فجأة وبدون تفسير وجرجرت وراءك نوابنا كالخراف وكان حاكم الزاملي قد اقسم قبل يوم انه لن يبارح المكان إلا اخر شخص، فطأطأ رأسه خجلا أمام رفاقه وخرج كطفل لا يملك امره ولا كلمة له؟
3- الدستور جاء بانتخابات شعبية عامة، ونصه ينعكس على كل الشعب فكيف تغيره بتظاهراتنا نحن؟ ما هي النقاط السيئة التي نريد تغييرها في الدستور، وألا يفترض ان نقنع الباقين بها ايضا كشركاء لنا في الوطن؟ أين محاولة اقناعهم، إن كنا نحن اتباعك لا نعرف حتى ما هي تلك النقاط ولا النقاط البديلة؟ إذا فرضناه بالقوة ونجحنا، من سيحترم دستورنا الجديد؟ وإن تمكن غيرنا بعد بضع سنين ان يجند تظاهرات اخرى، فهل له الحق ان يغير دستورنا ونظامنا السياسي والانتخابات؟ ما قيمة هذا الدستور إذن؟ ولماذا نكتب دستورا اصلا؟
4- إذا كانت الانتخابات التي فزنا بها “نزيهة وازاحت الفاسدين” كما تقول، فلماذا لا نعترف بنتائجها ونستغل ازاحتها للفاسدين ونتعاون مع الشرفاء الذين اتت بهم لإصلاح البلد؟ ولماذا “نحرر الخضراء” من “غير الفاسدين”؟
هل الذين تحالفنا معهم: البرزاني والخنجر والحلبوسي مثلا، غير فاسدين؟ من اين جاءت ثرواتهم وقصورهم إذن؟ ولماذا الأنبار اشد المحافظات في البطالة والموصل مازالت منكوبة ويموت المتقاعدين الاكراد بردا في الليل ينتظرون تقاعدهم رغم كل الثروة التي سرقها حليفنا البرزاني من نفطهم ونفطنا؟
5- حصر السلاح بيد الدولة.. ماذا عن سلاحنا نحن؟ ولو كان سلاحنا محصورا بيد الدولة، هل كان ممكن لنا ان نخرج قوات الاحتلال عام 2010 التي نفخر بها؟ هل تمكن سلاح الدولة من طرد داعش ام سلمت الدولة المدن والسلاح لداعش؟ هل زال الاحتلال وانتهت داعش ولم يعد هناك داع للسلاح خارج الدولة؟
6- لماذا حصر السلاح بيد الدولة هو المطلب المتكرر في الكثير من تغريداتك، هو اهم مطالب الاحتلال وبلاسخارت وكل اتباع اميركا؟ هل هي صدفة؟ ألا يعني أن هذا السلاح يزعج الاحتلال، فكيف نتفق مع الاحتلال بأهم مطالبه ونحن أول من يقف ضد الاحتلال؟
7- تريد يا سيدنا دولة “ابوية”.. من قال أن الآخرين يبحثون لأنفسهم عن اب؟ الاطفال وذوي العقد النفسية مثل الذين فقدوا آباءهم في طفولتهم، قد يبحثون عن أب، اما الناضجين الأصحاء فيفترض ان لهم كرامتهم وانهم يشعرون بأن من حقهم هم أن يقودوا الدولة لا أن يكونوا اتباعا لأب يعطف عليهم!
8- دولة “تطبق القانون على نفسها”؟ هل يوجد جهة في العراق لا تطبق القانون على نفسها أكثر منا؟ اليس نكران حق الآخرين في نوابهم ودعوتنا لتغيير الدستور والنظام بالقوة، و “تحرير” الخضراء ومجلس النواب من نوابه، هو خروج عن القانون والدستور؟ كيف سيصدق الآخرون اننا نريد فعلا دولة تطبق القانون على نفسها؟ لو فعل اتباع المالكي أو العامري أو الحكيم ذلك بنا وقالوا نفس ما نقول، هل كنا سنصدقهم؟ كيف إذن نتوقع منهم بعد ذلك ان يخاطروا بدولتهم بالتحالف معنا او تسليمنا السلطة؟
9- لا تملك الا الدعاء والبكاء، وكنت تملك أكبر كتلة نيابية وكان بإمكانها ان تؤثر بشكل حاسم على سياسة الدولة حتى لو كانت في المعارضة؟
الأمن الوطني تركنا ندخل البرلمان بلا اعتراض، وهذا يعني ان حكومة الكاظمي معك ومع اصلاحك، حتى في مخالفة القانون ودخول مؤسسات الدولة عنوة، فكيف لا تملك الا الدعاء والبكاء؟
لا تملك الا الدعاء والبكاء وانت تستطيع ان تخرج كل هذا التظاهرات وتملك كل هذا الإعلام والتنظيم؟ لماذا إذن تعجز ان تقنع الآخرين بسلامة نواياك، ولا يبقى لك إلا الدعاء والبكاء؟
10- تريد من الشعب ان يصرخ “هيهات منا الذلة” ونحن نحتل مجلس نوابهم ونطردهم ونصرخ ان القائد الوحيد للعراق هو انت، بغض النظر عما يعتقدونه، فهل هناك اشد اذلالا لهؤلاء الناس مما نفرضه عليهم؟ هل لو انهم صرخوا “هيهات منا الذلة” سيجدون خيرا من ان ينتقموا منا ويذلونا كما اذللناهم؟
11- تقول ان من لا ينصر دعوتك للإصلاح فسيكون اسيرا للعنف والميليشيات والخطف. ولعلك هنا تقصد عنفنا وميليشياتنا وخطفنا؟ اسأل الناس في اي مكان فهي لا تخشى عنفا كما تخشى عنفنا، ولا تتردد في كتابة منشور او تعليق إلا خوفا من خطفنا، ولا توجد اية جهة اخرى ترهبهم كما نرهبهم!
12- تقول انه قرار الشعب، ولكن كيف نقنع الناس انه “قرار الشعب” وليس قرارنا المفروض عليهم؟ كل جهة يمكنها ان تدعي ان قرارها هو “قرار الشعب”، فكيف نعرف ان كان الشعب يريدنا ام يريد المالكي مثلا؟ حسنا، هناك طريقة جيدة، ان نجمع الشعب نجعلهم يصوتون على ما يريدون، فنعرف من يريد الشعب! لكن اليس هذا ما يحدث بالانتخابات التي ثرنا عليها و “حررنا الخضراء” ممن يمثلها رغم انك قلت انها كانت نزيهة وازاحت الفاسدين؟
هل رأيتم اي “دوخة راس” وفرت قاعدة أن تسمع وتطيع وتفخر بطاعتك” للسيد القائد؟ كيف كان يمكن للسيد القائد قيادة قطيع يفكر ويشعر بأن له الحق أن يطرح كل هذه الأسئلة على تغريدة واحدة؟ كيف يمكن للسيد حتى ان يكتب، إذا كان عليه ان يحسب حسابا للأسئلة على ما يكتب؟
ألم اقل لكم أن “له فيها حكمة”؟!