أكملت كل متطلبات السفر الى لبنان للعلاج واستلمت تذاكر السفر وموعد اقلاع الطائرة الى بيروت ، وبعد ان جهزت حقيبتي وطرحت عليها عكازي استعدادا لمغادرة البيت كي اتوافق مع الموعد المحدد لوصول المغادر عادة حسب ما تقتضي توقيتات الرحلة ، وفي الوقت الذي افكر فيه بالخروج والاتصال بأحد سواق سيارات الاجرة الذين اعتدت التعامل معهم ، أثناء ذلك رن هاتفي واذا بصديقي الحميم ابو أسامة يودعني ويتمنى لي عودة بالسلامة والشفاء ويسأل عن موعد السفر ، وبعد ان شكرته جاء رده كيف ستصل المطار ــ في سيارات الاجرة كالمعتاد ـ فجاء الرد لا يا أخي انت رجل مسن وفي العقد الثامن ومريض ولا تعلم ان سيارة الاجرة تصل بك الى ساحة عباس بن فرناس ، بعدها ستواجه تعقيد وصعوبة لا يطيقها شخص مثلك تمر بعرقلة متعبة وتنقلك سيارة اجرة اخرى بـ عشرة آلاف دينار تنقلك الى مبنى المطار ومن أجل راحتك أنصحك بالاتصال بهاتف شركة ( المميز) التي اعدت لتقديم خدمة متميزة من باب البيت الى قاعة المغادرة دون عناء وتضمن راحتك وبرسالة سأبعث لك رقم هاتف الشركة ، وفعلاً ارسل رقم الاتصال بالشركة وشكرته بعد ان اثنيت عليه وثمنت مساعي الخير لصديقي لمواقفه الطيبة ، وعندما اقترب موعد المغادرة اتصلت بهاتف الشركة وذكرت لهم العنوان ونقطة داله في ألكرخ العامرية غرب بغداد والتي لا تبعد كثيرا عن المطار ، وصلتني سيارة معلّمة بخط يحمل اسم الشركة ( المميز ) نزل منها شاب رحب بي وحمل الحقيبة ، وانطلقنا نحو المطار دون توقف إلا مرة واحدة في كشك يجلس عبر نافذة موظف يبدو تابع للشركة وطلبوا مني اجرة النقل التي ما كنت اتوقعها موثقة بوصل المبلغ الواجب دفعه 40000 أربعون ألف دينار المفاجأة ادهشتني قياساً بالوقت والمسافة وجدت ان المبلغ كبير لو قورن بالخدمة ومنطقة السكن التي هي اقرب من سواها للمطار ولم أكتم حنقي سألت السائق كيف جرى حساب اجرة نقل من مكان قريب بهذا المبلغ ، قال : يا حاج انا رجل سائق وتعريفة الشركة 50000 خمسون الف دينار اجرة النقل من الرصافة يقابلها اربعون الف من الكرخ الى المطار وهذه الشركة لرجل اعمال تعاقد مع المطار بتقديم خدمة للمغادر والقادم وبهذا السعر.

ــ رغم ان الخدمة جيدة والسيارة حديثة مبردة وتصل الى بوابة قاعة المغادرة دون عناء ، واستغربت اختيار تسمية ( المميز ) التي يمكن ان تعني الأنسب الأفضل او الأحسن لو لم تبتز هذا المبلغ الكبير الغير منصف ومحمل بما يوحي ان العقود دائماُ لا تخلو من رائحة الفساد والله أعلم ، أنا عندما اسافر الى الناصرية 360 كم جنوب بغداد وتستغرق ثلاث ساعات في سيارات النقل الخاص لا تتجاوز الأجرة 20000 عشرون الف دينار وسيارة حديثة مبردة ، في الماضي عندما كانت هناك حكومة اتذكر حينها عند مغادرة المطار كان هناك باص ينقل المسافرين مجانا من المطار الى الصالحية وسط بغداد هذا ما كان يميز الأمس عن (المميز ) اليوم ، عندما تكون عدالة ومراقبة تراعي حقوق المواطن يختفي تعاقد الفساد والابتزاز .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *