اكيد ان الاخوة الاعزاء في الحزب الشيوعي العراقي يعتريهم الاستغراب الان من عتبي عليهم ، فهم يدركون مكانتهم عندي ، وعلاقتي المتميزة معهم ، واعجابي برؤاهم الحياتية، وتوجهاتهم التقدمية ، غير ان مبعث العتب كان بسبب التقليل من شأن احد اهم الرموز الثقافية والصحفية في العراق ، هو الاسم الشهير المتجذر في وجدان العراقيين الاستاذ شمران الياسري المعروف في الذاكرة الجمعية باسم ( ابو كَاطع ) الذي مرت ذكرى مغادرته الحياة ، شهيدا في الغربة العام 1981، وسط مظاهر احتفالية شعبية وشخصية عديدة في بغداد وعدد من المحافظات ، باستثناء الحزب الشيوعي العراقي الذي اكتفى بفعل ( احتفائي) بسيط لا يتناسب مع شخصية تقدمية وانسانية محسوبة على الحزب ، وعانى كثيرا هو واسرته بسبب انتماءه للحزب ، وتأثير كتاباته الشهيرة في صحيفة الحزب المركزية ” طريق الشعب ” على جمهور المواطنين .

اشرتُ الى هذا الامر ، انطلاقا من حقيقة مؤكدة ان الوفاء ، هو مفتاح المحبة والعطاء والنبل ، لاسيما للذين كانوا مثالا للعقيدة والمبدأ ، ولا شك ان مظاهر التكريم والوفاء يجب أن تعم وتنتشر حتى تصبح سلوكا يوميا حضاريا نتعلمه وننقله للآخرين ، فهي بمثابة بطاقةٌ وجدانيةٌ سامية تفتح أمامنا المجالَ للشعور بالحبّ والثقة بيننا وبين من يعمل معنا ، او نعمل معهم تجعلهم ينشدون المثاليةَ في التعامل… فالوفاءُ حديقة من الأخلاق والصفات الحميدة .

شخصياً ، اشعر بالاسى ، لواقع النسيان او التناسي ، بقصد او بغير قصد ، ، فالكثير من اسماء الرموز تلاشت في مهب الظروف أو أصبحت ضئيلة عاجزة عن إخراج ذاتها ، لكن ما نلاحظه ان اسم الياسري كان عصيا على التلاشي او النسيان ، بسبب عطاءاته الفكرية والاعلامية والادبية المعروفة ، وانا اقول ان من الاعتيادي ، ان تحفظ ذاكرة من تجاوزت اعمارهم سبعين عاما او يزيد اسم كاتب ، ودع الحياة قبل سنوات زادت على الاربعين ، لكن من المستغرب ان شبابا ، بأعمار الصبا ، يتداولون اسم هذا الكاتب بود وشوق ، وأراهم يتجولون في مكتبات المتنبي باحثين عن آثاره وكتاباته ومؤلفاته والكتب التي تتحدث عنه ، فشهرته توالت وتوالدت عبرسنوات من العطاء الاعلامي والثقافي والسياسي ، وهذا العطاء كان وفيرا ومحببا للمتلقين ، فبقيت خالدة في الذهن وتترد على الالسن جيلا بعد جيل .. انه ظاهرة ثقافية عراقية ، تحظى بالمحبة والتقدير .

نم قرير العين ” ابا كاطع” الحبيب ، فلازال رفاقك باقون على العهد ، لكن ربما الظرف الصعب الذي يمر به الوطن ، حال دون اقامتهم ندوة كبيرة او مهرجانا يليق بك..

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *