ما أن سمعت بالخبر حتى تذكرت أغنية مطربنا الكبير فاضل عواد ( تريد مني التفاح ومنين أجيب التفاح ) التي أخذت من وقتي ما يقرب الساعة مبحرا مع العم غوغل لمعرفة بعض تفاصيلها ، لقد أنقذنا هذا العم الحنون الذي لم يبخل بالإجابة على جميع أسئلتنا الا اذا كانت مغرقة في المحلية حد النخاع ، لكن المشكلة انك لا تعرف صدقه من كذبه بالرغم من صفاته الجميلة وأولها إجاباته التي لا تستغرق سوى ثوان ، لكنها تستدعي منك أضعاف وقتها للتتبين مدى دقتها . عموما فشلت محاولتي في التعرف الى تفاصيل الأغنية ، فندمت على ما ضاع من وقتي المخصص لكتابة هذا المقال الذي أتناول فيه البعيدين عن القول المأثور ( رحم الله امرء جب الغيبة عن نفسه ) ، وأقصد الحكومة التي تجبرك على انتقادها وان أقسمت بأغلظ الأيمان على تحاشي ذلك دعما لها وهي تخوض في بحر من الأزمات المفروضة عليها ، ومع ذلك تعمل بجيب خاو منذ أكثر من سنتين ونصف السنة ، بينما يطالبها الناس بالخدمات ، وليس من الانصاف لوم الناس لعدم تفهم وضع الحكومة ، فلا تلوم المخنوق ان رفس الخانق ، ولا تعيب عليه ان وصلت آهاته الى أبعد الآفاق . فكيف لا تريد للناس أن تتهكم وللإعلاميين أن ينتقدوا والحكومة تخرج علينا بين الحين والآخر باتفاقات عجيبة وغريبة ، مؤكد ان ما ينطبق عليها يصح على غيرها من السابقات .

ففي الوقت الذي تطول فيه طوابير السيارات يوما بعد آخر أمام المحطات بانتظار حصة ( الكاز ) ، نسمع خبرا عن اتفاقها مع لبنان المفلس لمبادلته النفط بالتفاح بما قيمته مليار دولار ، الله الله ، ما أعوزنا للتفاح ، ولا أدري ان كان التفاح أخضر ام أحمر ، قبل أن تعترضوا على كلامي أعرف ان الاتفاق تغير الى طباعة الكتب المدرسية ، وهل أكثر من هذه المهازل ، وبدوري أسأل رئيس الحكومة وفريقه الوزاري الذي لا شكك ناقش الاتفاق في أحدى جلساته : ما الجدوى الاقتصادية منه ، وهل نظروا لمصالح أصحاب المطابع العراقيين الذين تحولت بعض مطابعهم الى مخازن للبضائع ، وهل تحسبوا لما سيقوله العراقيون عنهم ام ان ما يقولونه لا قيمة له بنظرهم ؟ ربما جاء الاتفاق بضغوط سياسية من هذا الطرف او ذاك وليس بمقدور الحكومة رفضه ، أتمنى أن تكون الشفافية هي الحاكمة في سلوك الحكومة ، فالناس واعية ، ( ولا يعبر عليها قرش قلب ) كما يقول مثلنا الشعبي .

نعرف ان الهدف من الاتفاق مساعدة لبنان في أزمته الخانقة التي خلقها الفاسدون كما جعلنا الفاسدون في مؤخرة دول العالم ، جميع الزعامات تنادي بمحاربة الفساد وتقديم الفاسدين للعدالة ، ما شاء الله ، ما هذا الورع والتقوى والحرص على أموال الشعب . لا أظن أحدا منهم سأل نفسه لماذا ينعقد الاجتماع الحواري لتفكيك الانسداد السياسي في قصر بناه صدام ، وليس في قصر بناه أحد الجالسين على الطاولة المستديرة ، أليس هذا عيبا ؟ يمر عقدان دون أن نبني ما يمّيز مرحلة ما بعد الدكتاتورية التي أردناها جديدة بكل المعاني المادية والمعنوية .

لا اعتراض لدى العراقيين على مساعدة الأشقاء والأصدقاء عندما يمرون بظروف صعبة ، لكن أن تكون هذه المساعدة من الفائض وبأهداف محددة ، هذه دولة ويجب أن تحكمها المصالح وليس الأخوانيات ، لقد بعثر النظام السابق أموالا طائلة في اطار المساعدات ، ووصلت أموالنا الى دول أفريقية لا يعرف بعض الناس حتى موقعها الجغرافي ، فما الذي جناه العراق من تلك المساعدات ، ولعل أوضح أمثلتها المساعدات المقدمة لمصر ، وتشغيل عمالتها التي بلغت الملايين في الثمانينيات ، وجاء الوفاء جليا عندما يقف العراقي في مطارها ذليلا دون أن يقام له اعتبارا ، بينما يمر الخليجي شامخ الرأس بلا تأشيرة او موافقة أمنية . رجاء ( لا تتبرمكون ) بأموالنا الا بموافقتنا.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *