المقدمة

لم يبق أحد لم يسمع بفشل الإسلاميين وفساد الإسلاميين والإرهاب الإسلامي وجذور الإرهاب في الإسلام والعنف في الإسلام….

الفساد والإسلام، الفشل والإسلام، العنف والإسلام، اللصوص والإسلام…

كم ألف مرة طرقت اسماعكم هذه العبارات القصيرة المكونة من كلمتين فقط:
1- كلمة ثابتة: الإسلام
2- كلمات متغيرة: فساد، لصوصية، ظلم، سرقة، إرهاب، تخلف، تعصب، تحجّر، قتل، اقتتال، صراع، نزاع، فتنة….. الخ

بعملية آلية ذاتية بسيطة يقوم العقل الباطن بإنشاء البناية التالية في النفوس:
1- يضع الكلمة الثابتة (الإسلام) كأساس ثابت في أرض العقل الباطن
2- يبني عليها طوابق متعددة تصل الى سماء العقل الباطن هي طوابق الـ(فساد، الإرهاب، الظلم، الحروب…)

فاذا اكتمل في النفوس ” بناء الخراب ” الممتد من أرض العقل الباطن الى سمائه جلس “الشيطان الأكبر” في مكتبه ليحصد ثمار “مشروعه الجديد” في “الشرق
الأوسط الجديد”.

• هل تعرفون المهندس الذي وضع خرائط البناية هذه؟ انه “الشيطان الأكبر” الذي فشل في الهيمنة عن طريق القوة الخشنة فلجأ الى القوة الناعمة، فشل في العسكر فلجأ الى الاعلام وصناعة الرأي العام

• هل تعرفون أدوات البناء؟ انها المنابر الدينية والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي والصحف ومنظمات المجتمع المدني NGOs التي يصنعها “الشيطان الأكبر” على عينه في واشنطن بمراكز الدراسات، او في بلدانهم في السفارات، ويوحي لها زخرف القول غرورا، فمنها من يرسل اليه رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء، ومنها من يكلّمه تكليما، ولكنه يغذّيها جميعاً بالدعم المالي والسياسي والتخطيط والتوجيه والدورات التدريبية (IYLEP وأخواتها)

• هل تعرفون المموّل؟ انهم المسلمون أنفسهم الذين اتخذوه أولياء ووضعوا تحت تصرفه ارضهم وعرضهم وأموالهم وانفسهم

• هل تعرفون الايدي التي بنت هذه العمارة؟ عمال البناء وعمال النجارة والحدادة والدهّانون وغيرهم؟ انهم المسلمون الغافلون المغفّلون المسرورون بالأجرة اليومية التي توزعها الناشطات علناً وهم يتظاهرون او سرّاً في السفارات وهم في الغرفات آمنون

• هل تعرفون الأرض التي أقيمت عليها بناية ” بناية الخراب ” ؟ انها عقول أبنائنا واخواننا وأولاد حارتنا وأبناء مدينتنا و طلبة مدارسنا وجامعاتنا

• هل تعرفون مَنْ تَركَ الأرضَ خالية لكي ينشئ عليها الشيطان الاكبر” بناية الخراب ” ؟ انهم نحن المسلمين علماء وخبراء وحوزات وحركات… تركنا الأرض يباباً ولم نهتم ببناء الانسان فجاء من يهدم بناء الانسان والاوطان ليسخّر طاقاتنا لخدمة الشيطان.

***
هل سمعتم يوماً في احدى الفضائيات او من أحد المنابر الإعلامية أو من إحدى منظمات المجتمع المدني او في هتافات أحد الناشطين أو في لافتات بعض المتظاهرين…هل سمعتم عن فساد العلمانيين؟ عن لصوصية العلمانيين؟
عن دكتاتورية العلمانيين؟
عن حروب العلمانيين؟
عن وحشية العلمانيين؟

لا أحد يقول ذلك…

هل سألتم أنفسكم لماذا لا يمسّ أحدٌ العلمانيين بكلمة؟

هل العلمانيون منزّهون؟
ام إنهم لم يشاركوا في السلطة لا في العالم ولا في العراق!

أليس الظلم والدكتاتورية والفساد واللصوصية في أنظمة العالم الشرقي والغربي تمّ ويتم على يد العلمانيين؟

ألم يُشعل الحروب الكبرى في التاريخ القديم والحديث علمانيون؟ ألم يُشعل العلمانيون الحرب العالمية الأولى والثانية وقد يشعلون الثالثة؟

أليس العلمانيون هم الذين بنوا اساطيل تجوب البحار والمحيطات لتُخضع دول العالم لهيمنتها وتسلب ثرواتها وتلحقها بمنظومتها الاقتصادية والأمنية؟

اليس العلمانيون هم الذين يعرضون على دول العالم الاستسلام أو الجزية؟ اما ان تخضعوا لهيمنة نظامنا العالمي، واما الحرب والحصار والجوع والدمار؟

اليس العلمانيون هم الذين استعمروا بلدان العالم لقرون ونهبوها لقرون ثم تركوها بدون تعويضات عن ثرواتها وقتلاها بعد ان نصبوا عليها حكاماً علمانيين ليواصلوا نهبها واخضاعها بالوكالة؟

اليس العلمانيون هم الذي يحاصرون كوبا منذ 60 سنة وكوريا منذ 50 سنة وايران منذ 40 سنة وسوريا منذ 10 سنوات واليمن منذ 7 سنوات وفنزويلا منذ 5 سنوات ولبنان منذ 3 سنوات وما لا تعلمون وما لا تسمعون؟

أليس العلمانيون هم الذين ما دخلوا بلداً فاتحين الا وقطعوا الكهرباء عن العالمين؟

اما على المستوى الوطني، فهل استلم السلطة في العراق الإسلاميون فقط؟
ام شاركهم العلمانيون؟

هل الاكراد الذين نهبوا البلاد واشاعوا في الارض الفساد وامتصوا ثروات الجنوب لجيوب الشمال…هل هم إسلاميون، أم علمانيون؟

هل الكتل الكبرى السنية والليبرالية والبعثية إسلاميون ام علمانيون؟

لماذا إذن لا نسمع بدكتاتورية العلمانيين وفساد العلمانيين ولصوصية العلمانيين، بينما يملأ اسماعنا ضجيج دكتاتورية الإسلاميين وفساد الإسلاميين ولصوصية الإسلاميين؟

لماذا لم نسمع صوتاً واحداً – ولو بالاشتباه أو بالصدفة، أو بسبق اللسان- يقول: فساد العلمانيين، دكتاتورية العلمانيين، لصوصية العلمانيين، فشل العلمانيين، تبعية العلمانيين لدول الجوار او لما وراء البحار؟
لماذا لم نسمع إرسال العلمانيين للانتحاريين من دول الجوار وتسليحهم من علمانيي وراء البحار؟

ألا ترون ان هناك مؤامرة اسمها تسقيط الإسلاميين؟

للبحث صلة…

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *