تلوثت أبصار العراقيين وأسماعهم بمشهد القسم لأحد المتهمين بالفساد الذي كان صدمة كبيرة لكل العراقيين ليس لأنهم لا يعلمون ولكن لأن الجهر بالسوء والفساد بهذه الطريقة المذلة الممتهنة لكرامة الإنسان والاستخفاف بمقدرات الشعب وسرقتها دون ضمير أو رقيب ( لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا) (148: النساء).
تركت أثراً سلبياً كبيراً على الشباب والأطفال، يحتاج إلى توعية وتوجيه لإزالة هذه الآثار، وهذه القصص تتناقل بين العراقيين ويتداولونها ولكن دون دليل مادي، والدليل المادي موجود ولا يحتاج إلى شرح أو توضيح، بمجرد ذهابك إلى أي وزارة للحصول على خدمة حسب اختصاص الوزارة تعلم من خلال التفكير والتحليل والتركيب، لتتخذ قراراً مفاده أن الوزير حالف (أو متعهد بالولاء للفساد) بسبب رؤيتك لسوء الخدمات والتجاوزات والرشا والتأخير وعدم الاكتراث وغياب المسؤولية.
وهنا نود أن نقول أن الشخص الذي يوافق أن يكون جزءاً من هذا المشهد فهو لا يؤتمن على بعوضه لأنه أقسم بالولاء للفساد ويقسم قبل توليه المنصب بالولاء للوطن والمواطن، وتخيل من هو هذا الشخص. إخواننا المصريون في مثل هذه المواقف يقولون (قالوا للحرامي احلف قال جاء الفرج). (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ38)( المائدة).