بعد فوز أوباما وبايدن بالولاية الثانية 2012، قدم اوباما استراتيجية للامن القومي تناول فيها رؤيته التي تتضمن نقل الصراع من الشرق الاوسط الى منطقة جنوب شرق آسيا.
في تلك الاستراتيجية اكد أوباما ان سيتفاوض مع ايران حول الملف النووي وانه سيتفق معها على اطلاق يدها في المنطقة وهذا ما حدث في عام 2015 وقعت امريكا والدول الخمس مع ايران الاتفاق النووي ، لتبدأ المنطقة مرحلة جديدة بالعلاقة بين ايران والدول العربية وخصوصا مع دول الخليج والعراق.
بعد دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ ، اندفعت كل من روسيا والصين بالاضافة الى ايران داخل العمق في منطقة المشرق العربي .
هنا استشعرت امريكا خطأها عندما قررت ترك منطقة الشرق الاوسط لخصومها ، لذلك قررت الدولة العميقة في امريكا الى محاولة تدارك ذلك الخطأ من خلال الاتيان بالرئيس الجمهوري ترامب الذي بدوره انسحب من الاتفاق النووي واعاد فرض عقوبات قاسية على ايران .
بعد فوز بايدن بالانتخابات الامريكية 2020،وبعد تسنمه السلطة اطلق جولة مفاوضات واسعة مع ايران وبوساطة اوربية لاعادة الاتفاق النووي .
السؤال المهم : لماذا انسحبت امريكا من الاتفاق النووي في عام 2018 ولماذا تريد العودة اليه وبسرعة في 2022.
الإجابة على هذا السؤال جاءت على لسان الرئيس الأمريكي جو بايدن عند زيارته الى السعودية ولقاءه برؤساء وامراء دول الخليج والعراق ومصر والأردن.
مواجهة الصين
اكد بايدن ان امريكا قد أخطأت عندما قررت الانسحاب من منطقة الشرق الاوسط والتفرغ لمواجهة الصين ، وقال ما نصه اننا أخطأنا عندما قررنا ترك المنطقة لتملئ الفراغ كل من روسيا والصين وايران ، وأننا عازمون على تصحيح ذلك الخطأ من خلال اعادة تفعيل الاتفاقيات الاستراتيجية مع دول المنطقة . امريكا تحتاج ايران الولائية في المنطقة ولا ترغب في قلب نظام الحكم فيها ، لذلك قررت تقديم بعض التنازلات لها لضمان استمرار نفوذها وتأثيرها على الكثير من الملفات المتداخلة لتساعدها على ترتيب تلك الملفات .
الخلاصة : بعد الاتفاق النووي ستتغير أوضاع المنطقة عموما واوضاع العراق خصوصا نحو التهدئة ونحو التفاهم والبحث عن حلول للمشاكل ، وستبقى الاوضاع المعلقة على مدى نجاح الاتفاق من عدمه .
{ سياسي مستقل