تأسس الاتحاد العراقي لكرة اليد في عام 1972 على يد الدكتور كمال عارف ودخل في عضوية الاتحاد الدولي عام 1976 واقيم اول دوري لكرة اليد في العراق خلال موسم 1977/ 1978 وعندها احرز لقب الدوري نادي الطلبة وحافظ على اللقب لثلاثة مواسم الى ان انتقل اللقب لنادي الجيش.
اثبتت البطولة الحالية (الاسيوية الـ9 للناشئين تحت 17 عاما) بان لاعبينا غير قادر على مجارات لاعبي المنتخبات الآسيوية من الصف الاول ، لاننا خسرنا المباراة الاولى امام السعودية بـ (44- 22) والثانية امام اليابان بـ(36-22) وسنلاعب قطر والكويت والإمارات وهذه الفرق تعد اقوى من منتخبنا لان اعدادها افضل علما ان تأهل فريقنا للدور الثاني اصبح صعبا في ظل الخسارتين.
عاشت كرة اليد العراقية مرحلة انتعاش جيدة من خلال النتائج الايجابية في بطولة اسيا التي جرت في السعودية بداية العام الحالي ، وتأهلنا للملحق الاسيوي لكننا خسرنا امام كوريا الجنوبية بفارق هدفين وفقدنا فرصة بلوغ بطولة العالم لكرة اليد 2023 (بولندا-السويد).
ويعود الفضل لهذه النتائج للمدرب المصري شريف مؤمن الذي تولى المهمة قبل 25 يوما فقط من انطلاق البطولة الآسيوية ونجح بترك بصمة مميزة له ، مما يدل على نجاح تجربة الاستعانة بالمدرب الاجنبي وليس المحلي الذي اكل الدهر عليه وشرب.
وهنا اذكر برأي مؤسس كرة اليد العراقية كمال عارف بالمدرب المحلي في حديث سابق نشر بصحيفة المدى في شباط الماضي حيث قال: (المدرّب العراقي لا يحبّ أن يطوّر نفسه في القراءة والدخول في دورات تدريبية خارجية، هو كسول ويجلس في بيته أكثر ممّا يتعلّم كما أنه يتسمّر على دكّة الاحتياط ويهتف ليحفّز الروح الوطنية لدى اللاعبين ويُذكّرهم بسُمعة البلد، بينما هو لا يهمّه سوى توقيع العقد والحصول على أعلى مبلغ بين أقرانه، أما قيمة عمله لا تدلّل على حرصه وخوفه من أهتزاز سمعة البلد في البطولة !).
ونحن كمتابعين للشان الرياضي نضم صوتنا لصوت الخبير عارف ونطالب بان يجتهد المدرب المحلي بكافة الالعاب الرياضية وليس بكرة اليد وحدها ، لاننا نعيش بعالم يسير ويتطور بسرعة ونحن مازلنا نعتمد على ما تعلمناه في تسعينيات القرن الماضي ، ونصر باننا الافضل عربيا ، لكن نتائجنا تدل عكس ذلك وهو لا يتناسب مع التطور السريع بعلم التدريب.
واشير هنا الى نقطة مهمة قد تكون غائبة عن القائمون على كرة اليد العراقية وهو ان رئيس الاتحاد الدولي للعبة المصري حسن مصطفى وهو لاعب دولي سابق ويعمل بهذا المنصب ويقود الاتحاد الدولي منذ عام 1998 واحدث نقلة نوعية في مصر ليصل بها الى افضل المراكز العالمية ، حيث احرزت مصر لقب القارة الافريقية الاخير ، وفضية العاب المتوسط بعد الخسارة امام اسبانيا بصعوبة ، ورابع اولمبياد طوكيو ، والتطور لم يشمل المنتخب الاول بل شمل منتخب الشباب والناشئين وفئات السيدات ايضا ، وهناك مراكز تدريبية في مصر تعمل على بناء جيل متطور باللعبة من خلال التعاون مع الاتحاد الدولي .
والسؤال لماذا لم يتحرك العراق على الاتحاد الدولي من اجل الاستفادة من خبراتهم العالمية لتطوير اللعبة ؟، هل هو تعالي على الاخرين ام كسل ، ام ماذا نفسر ذلك.
المنتخبات الخليجية والدول المجاورة للعراق تستغل علاقاتها وامكانياتها لتطوير اللعبة والعراق مازال اسير افكار بالية قديمة .
اعملوا بصدق وامانة ولا تضحكوا على عقول البسطاء من خلال التبريرات الجاهزة بعد كل خسارة بالبطولات، لان مصر او بقية الدول المجاورة لا تملك امكانيات العراق المالية ، بل انها تعمل باموال اقل ، لكنها تعمل بصدق واخلاص وتتطور نحو الافضل.