التي شاخت
تولاني احساس بالحزن اثناء مشاهدتي لتشقق تربة مسطحاتنا المائية الاهور التي خيم عليها التصحر واستسلمت لغول الجفاف.
مناظر مؤلمة ينزف لها القلب دما وتذرف لها العيون دمعا ويتساءل اللسان لماذا حل كل هذا في الوريث الشرعي للحضاره السومرية؟ صاحبة الفضل في اكتشاف الزراعة واختراع الكتابة وصناعه العجلة .
لماذا غاب صوت الدولة القوي ؟للمطالبة بالحقوق المائية من الدول التي غيرت مجرى انهارها او تلك التي اقامت العشرات من السدود لتبيح لنفسها الحق في مصادره حقنا المائي.
الاهوار التي شاخت في عنفوان شبابها- والتي هجرها سكانها تاركين خلفهم ذكريات رقص القصب وصوت البلم والمشحوف والشاخورةوحيوان الجاموس وقيمر الفجر واسماك تغذي عوائلهم وتملأ اسواقهم واماكن قصدها الرحالون وبزغ من فجرها شعراء وادباء وفنانون وسماء زرقاء تغازل لون الماء وعصافير تزقزق وبلابل تغرد وطيور اتعبها عناء السفر فوجدت في الاهوار محطه استراحة..
ان جفافها يزيد اوجاعنا التهابا لذلك ندعو لمخاطبة الجهات الدولية واعلامها بواقع هذه المحمية الطبيعية التي صنفت قبل سنوات ضمن لائحة التراث العالمي ليونسكو ومساومة دول الجوار على رهن استقبال الاسواق العراقية لبضائعها سيكون مقرون باستجابتها لمطالبنا المائية المتوقفه عليها سياحة البلد وحياة اهلنا في الاهوار.