كان يوم الثلاثاء الماضي يوماً أسوداً في عمر الديمقراطية العراقية الناشئة التي ستبلغ عامها العشرين مطلع السنة القادمة، حيث كادت تخطيطات (كاظمي الغدر) تطيح بكل تضحيات العراقيين، ومعهم تضحيات من ساندهم في المجتمع الدولي، وهي جهود كبيرة ساهمت في تأسيس عراق جديد في ظل اصعب الظروف واقساها، وعلى رأس هذه التحديات ما يتمثل بالموجات الارهابية المتعددة التي قاومها الجميع بالدم والدموع.
ولكن بعد كل ذلك تأتي طموحات (فريق مأزوم) متمرس على الكذب، وعلى (التخادم + التخابر)، ولا يؤمن بتسليم السلطة سلمياً، ولا يملك في رصيده أي تضحيات ولا حتى شهداء، يأتي هذا (الفريق) من أعماق العمالة والارتزاق ليخطط ليل نهار من أجل البقاء في السلطة، حتى لو تسبب ذلك بحرب أهلية يكون وقودها الشيعة بالدرجة الأساس.
ومع كل هذا مازال هذا (الانقلابي + فريقه المأزوم) يدخل البيوت من أبوابها المفتوحة وسط جميع أشكال الترحيب، حتى في اليوم الذي تعرضت فيه البلاد لعملية انقلابية سوداء، وهو يوم الثلاثاء الماضي، كادت أن تسقط بسببها السلطة القضائية مثلما سقطت السلطة التشريعية، لولا شجاعة وقوة رئيس هذه السلطة (القاضي فائق زيدان).
وبصراحة تامة يا (شيخ الإطار)، مع أنني أفضل أن أطلق عليك لقب (شيخ المجاهدين)، وقد سبق أن وصفتك منذ بداية الحرب على داعش بـ(القائد الأول)، لكونك كنت أول من نزل الى أرض المعركة، وانا كنت شاهد على ذلك، أقول وبصراحة مازالت دماء (المهندس والجنرال) في ذمة هذا (الانقلابي)، والتحقيقات مازالت تثبت أنه متورط بشكل مباشر بعملية الاغتيال.
ومن هنا أجد أن فتح الأبواب لهذا (الانقلابي)، واستقباله من قبلك، والاستماع له، لم يعد مستساغاً ولا حتى مقبولاً، ليس من قبلك فقط، بل حتى من قبل جميع قادة الإطار الذين يعول الشارع الشيعي عليهم في إنهاء حالة (السلطة المريضة) التي يقودها (كاظمي + فريقه المأزوم).
واليوم صار من المؤكد لدى للجميع أن (كاظمي) هو العقل المدبر لكل هذه الأزمات التي تمر بها البلاد، على رأسها الأزمات الأمنية والاقتصادية، ويكفي أن نستذكر (المرحومة/ الورقة البيضاء)، بعد أن دفنها وزير المالية وغادر السلطة غير مأسوف عليه، بعد سنتين من الكذب والنصب والاحتيال ونهب أموال الشعب.
وبالتالي يا (شيخ الإطار) لم يعد بالامكان تقبل فكرة الجلوس والتواصل من قبلك مع هذا (الانقلابي + فريقه المأزوم)، وهو ما جعلني أكتب لك هذه الرسالة بعد أن استمعت لكوادر بدر الظافرة وجمهور الإطار الذي انت شيخه، والجميع يبدو عليهم الانزعاج والاحراج والغضب حتى، حيث لم يعد يجوز فتح الأبواب لهذا (الانقلابي)، بعد أن تكشفت نواياه القذرة وطموحاته المغامرة والمقامرة بمقدرات البلد والناس.
وبعد إن صارت (لعبة الحوار) مكشوفة، والتي من الواضح أن الغرض منها كسب المزيد من الوقت، لتحضير المزيد من المخططات الانقلابية السوداء، بات ينبغي الاسراع في إنهاء حالة الشلل التي فرضها (كاظمي + فريقه المأزوم) على العملية السياسية، وذلك من خلال عودة مجلس النواب لعقد جلساته بدعوة من (الكتلة الاكبر)، وهي (الإطار)، بحكم كونها الكتلة صاحبة الشرعية والنفوذ الاقوى في البلاد، وعدم السماح مجدداً لـ(فريق مأزوم) بتمشية مخططات على كتلة مضحية يقودها مجاهدون.