تتحدث أدبيات الإدارة والقيادة عن إنتقال الفكر الإداري من منظمات السيطرة والأمر إلى المنظمات الممكنة ومن المنظمات متعددة المستويات ذات الهيكل التنظيمي الطويل إلى المنظمات المفلطحة ذات الهيكل التنظيمي قليل المستويات، رافق هذا التحول تجديد وتحديث في مفاهيم القيادة ومسمياتها وأساليبها ولا زال التغيير والتحديث والتطوير مستمراً لما يتوقف ليتلائم مع الأحداث والوقائع والأفكار من جهة وليكون شاهداً يوثق المرحلة ويسهم في وضع الحلول.
الإسلام تحدث عن ثلاثية الإدارة أو القيادة أو السلوك القويم، اذ بدأ بالإيفاء وهو أن تعطي الشيء حقه، ثم تكلم عن الإتقان، إذ يقول حضرة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلِيْهِ وَسَلَّمْ (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) وهو أعلى درجة من الإيفاء وختمها بالإحسان وهو أعلى درجات السلوك القويم، إذ يقول الرسول الأكرم صَلَّى اللَّهُ عَلِيْهِ وَسَلَّمْ (الإحسان أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ)، بالعراقي نقول (خلي الله بين عيونك) عندما تتخذ قراراً يهم طرفين أو عدة أطراف أو له أثر سلبي أو إيجابي على فرد أو جماعة أو فيه ظلم لفرد أو جماعة سواء كان هذا القرار صادراً من مسؤول أو قاضٍ أو معلم أو أي مهنة أخرى.
نحن بأمسِّ الحاجة لأن نرفع أصواتنا ونقول لكل من يتولى المسؤولية التنفيذية والتشريعية والقضائية والسياسية (خلي الله بين عيونك).
القيادة مسؤولية إنسانية وأخلاقية وإجتماعية وتاريخية والقرار يترجم مدى إنسانية وأخلاقية ومسؤولية وحكمة القائد، والإحسان يعزز الثقة ويمنح القائد التأييد والرفعة والإجماع، ليدون التاريخ النجاح أو الفشل.