من خلال عملي وممارستي لمهنة الصحافة واهتمامي بأمور الثقافة و المثقفين، نتابع الكثير من الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال هذه البيجات او الحسابات، تظهر لنا أسماء وعناوين وصفات رنانة، على سبيل المثال ( دكتور، سفير، مدير مؤسسة، مستشار إعلامي، ناشط، عضو اتحاد دولي، عضو منظمة، عضو نقابة، الخ)، وتطول قائمة السيرة الذاتية لصاحب الصفحة، كأنما أصبح الانتماء لهذه المسميات معيار للصحفي والإعلامي الناجح. وعند متابعة منشوراته والتدقيق فيها، نرى الكثير من الأخطاء الإملائية في اي كتابة ينشرها، أو اي مقاطع فيديو (بائس) يظهر به ومن خلالها يثبت لي كعس ما كاتبهُ”. وانا احاول فك بعض الرموز المعقدة في نفسية وشخصية بعض ممن يطلقون على أنفسهم العناوين والصفات أعلاه، نرى شخصيتهم مهزوزة، وعندما نطرح عليه سؤال أو شيء للنقاش ، يتهرب ولا يقبل الاندماج مع الأفكار والرؤى التي نطرحها عليه، وذلك لتطوير افكاره و لإنعاشه ودفعه قدماً إلى الأمام، كي يثبت لذلك لمتابعيه”. لعل أحد الأسباب الرئيسة التي تقف خلف فشل الكثير من دعاة الثقافة، هي العناوين والصفات الوهمية، التي تمنح من قبل الدكاكين(مؤسسات إعلامية)، التي أصبحت مهنتها الاسترزاق على عامة الناس (السذجة)، ومنحهم مناصب رنانة مقابل حفنة من المال، بدون شرط الشهادة او اي معيار يأهلهُ لهذه الصفة، ووضع بعض الاعتبارات التي ينبغي أنْ تؤخذ بالحسبان عند منحة هوية المؤسسة، مع احترامي لجميع “المؤسسات الإعلامية الرصينة”. اليوم نرى اعلانات ممولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من قبل هذه المؤسسات، في وضح النهار، تبيع هويات إعلامية (إلى من هب ودب)، وعلى شرط التوصيل مجاني إلى البيت، بلا حسيب ولا رقيب، من قبل الجهات المختصة، ونحن بدورنا نحمل المسؤولية لهيئة الإعلام والاتصالات، ونقابة الصحفيين، بالدرجة الأساس، لوضع حد لهذه المهزله، كونهم الراعي الرسمي للإعلام في العراق “.
ختاماَ ندعوا جميع المعنيين، من القوات الأمنية، وهيئة الإعلام والاتصالات، ان يضعو حد لهذه الظاهرة، والتي أصبحت خطرة، كونها تمس سمعة كل صحفي واعلامي مهني، في هذا الوسط”. انتهى