تعقيبا على ما نشره احد الاخوة الافاضل حول موضوع (الدكة العشائرية ،، الاسباب والدوافع) ، فقد عقبت على الموضوع وبالشكل الاتي :-  ان العشيرة والقبيلة ما هي الا منظومة مجتمعية جاءت بجعل الهي ، ولذلك فهي تعتبر من اقدم التجمعات البشرية في هذة المعمورة كون الانسان كائن اجتماعي وطبيعة علاقاته ومسار حياته تتطلب مثل هذة المنظومة ،،  وهذا ما اشارت اليه الاية الكريمه (13) من سورة الحجرات في قوله تعالى (يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم) او الايه (214) من سورة الشعراء في قوله تعالى  (وانذر عشيرتك الاقربين) وهو امر طبيعي ،، ولكن هنالك ظاهرة اجتماعية اخرى وهي التي تعرف بالتعرب والاعراب ، حيث اشار اليها القران الكريم في عدة مواضع  والتي معظمها جاءت في صيغه الذم  كقوله تعالى في الاية (97) من سورة التوبة (الاعراب اشد كفرا ونفاقا) ، او الاية (101) من نفس السورة في قوله تعالى (وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة مردوا على النفاق) ،، او الاية (14) من سورة الحجرات في قوله تعالى (قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم) وغيرها ، او كما جاء في الحديث النبوي الشريف عندما ذكر الكبائر وافرد سبعة منها واعتبرها من اشد الكبائر وهي الموبقات السبع والتي واحدة منها  (التعرب بعد الهجرة) اي العودة الى الجاهلية الجهلاء بعد ظهور الاسلام العظيم ،،،  لقد جاء الاسلام  لتغيير وتطهير وانقاذ المجتمعات من هذه الظاهره الخطرة ، لان هي الجاهليه بعينها  ،، ولكن وبسبب ابتعاد الناس بعد قرون عديدة عن روح الاسلام وشريعة رب العالمين وانجرارهم وتماديهم في عصبياتهم وغرائزهم فقد اصبح اليوم هنالك كم كبير من  عادات وتقاليد واعراف ومفردات تندرج ضمن اطار التعرب والاعراب موجوده في داخل القبيلة والعشيرة ، ومنها هذه الدكة العشائرية والتي يجب ان يطلق عليها (الدكة المعربانية) لان القبيلة التي ارادها الله لا علاقة لها بهذة الممارسة والتي هي  في واقع الحال سلوك اجرامي وعدواني يجري خلافا لما امرت به الشريعة والدين او القوانين الوضعية الجزائية اضافة الى ما تسببه من ترويع الافراد الابرياء الامنيين وتعريضهم الى الخطر المميت ،،، ان من مصاديق هذه الايات الكريمة والاحاديث النبوية الشريفة المتعلقه بظاهرة التعرب والاعراب هي واحدة من الاعجاز القراني حيث تجد مصاديقها بكل وضوح لما جرى ويجري على الساحة العراق ابان النظام السابق او النظام الحالي ، عندما سيطر الاعراب على الدوله والمجتمع وعاثوا في الارض فسادا واوصلوا العراق الى هذا الانهيار الحضاري والخراب المدمر .