من أنا…
أكثر من بعيدٍ يحب كيت ونسلت (حين ترفض قُبلةً حرصًا منها على ألا تخدش خيال رجل بعيد )ويعشق طبق المعكرونة الصلصة وينام ليحلم كل صباح بالسفر إلى إيطاليا ممتطيًا كتفيّ البحر، ويمضي بتسكعه عاريًا في أزقتها العتيقة يحن لبلادٍ مضغت شبابه عن حسن نية !
يجن مع موسيقى بافاروتي
مرة في الأسبوع
أو كشهقة في منتصف الخصر.
يقصد الحانة ويفاجأ بها تُرخي له حمّالة نهديها
يتخطى العتبة المرتعشة ويحتضن ذاك الكأس الذي تركته راقصة الاستربتيز عمدًا لتورطه في فضحية سُكر عارمة!
يعود للمنزل غريبًا يدور حول فراغ يحتشد في قلبه أثناء نبشه عن قِبلة للصلاة.

من أنا….
أقل من صعلوك تبنته الأرصفة
طفلاً صالحًا
يجمع النمل في علبٍ صدئة
ويقيم جنازة رسمية لدودة القز !
لكنّه يُهمل قراءة المعوذتين…

غالبًا ما يُرتب ثرثرته
على ورقة الكلينكس
لعل خطه يصاب
بشهيّة الاستقامة

الشوكة والسكين
يهديهما لجنديّ قرر النجاة
وينظف بدوره بحّة البندقية…

سقطت أسنان ثلاثين عام
على إيقاع يوم قُطع عنه الكهرباء
ونام عطشًا !

في المشهد الأخير من فصل الولادة
سيموت وحيدًا
بشفتين أضاعتا قُبلة كيت ونسلت
لتُهدهده بلاد بعيدة
لا يعرفه فيها أحدٌ سواه .

 

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *