ماذا تعرف عن الحنينْ؟
غير أنّه موجاتٌ شبقيّةٌ تجتاح شواطىء اللّيلِ الرتيبْ
ماذا تعرف عن الشبقْ؟
غير أنه ذبذباتٌ خارجيةٌ تجتاح قلاع الجسد؛ ترفع راياتَ الروحِ عالياً
ماذا تعرف عن الذكريات؟
غير أنّها جلّاد الحنين، وجرس الشبق المؤجّلْ
و ماذا تعرف عني؟
سوى أنّي لاجئة تركت حلمها هناك في الأسفل على ضفاف المُحال.
دعني أسرُّ لك بشيء..
في أيام مراهقتي كان حلمي أنْ أصبحَ ملكة جمال، و مثل هذه المسابقات لم تكن تُقام في سوريا إلا ما ندر
و بعيدة كلّ البعد عنا نحن فتياتُ المنطقة الجنوبية، و مع هذا كنت أتحرّق شوقاً كلَّ عامٍ لمشاهدة المسابقة على المحطّات اللبنانيّة، أشرب تنهداتي نخباً لحلمٍ يَصغر شيئاً فشيئا، و يبتعدْ..
أحمل المقاييس على ظهر أملٍ عقيمٍ محاولةً الحفاظ عليها..(الطول ١٧٤سم، الوزن ٥٥كغ، و الخصر؟ )
لم أعد أذكر أو أكترث
أما الثقافة كانت هاجسي الكبير كي لا يطغى المظهر على الجوهر، و لكن ما الأسئلة المصيرية التي تُطرح على الجميلات و بما تفكرن تلك اللحظة غير تغيير الكون ؟
و كلّ ما حولهن يدعو للغرق
كلُّ سنة و الكيلوات تتكدّس على مقاييس مراهقتي،
بعد أن أقنعتُ نفسي بالعدول عن الفكرة الموءودة سلفاً،
و المضيّ لتغيير آخر..
تاركةً خلفي الحالمةَ القصيرة كالعشب الأخضر،
لأصبح شجرة بامبو بثقوبٍ كثيرة
و الآن..
ماذا تعرف عن الجوهر؟