حزن رسول الله حزنا شديدا بعد انتهاء معركة أحد حزن على عمه الحمزة الذي قتل بطريقة وحشية جدا ولم يكن حزنه بسبب مقتل عمه الحمزة فقط بل إن الرسول يعلم علم اليقين ان لكل معركة بين الحق والباطل استحقاقات يجب أن تدفع ومن أغلى الأنفس وكذلك يعلم مآل عمه إلى الجنة ولكن حزنه الشديد على كمية الحقد والكراهية التي قتل بها هذا الصحابي الجليل والذي آلمه بشدة أن كل قتلى معركة أحد من أصحابه هناك من يبكي عليهم من اولادهم ونسائهم إلا حمزة لم يكن له من يبكي عليه فقال الرسول قولته المشهورة( مال حمزة لابواكي له ) وماحدث لحمزة حدث في مجازر سنجار عند اجتياح داعش لقوم مسالمين لا ذنب لهم ولاجريمة اقترفوها.
وليست هذه المجزرة الوحشية الأولى فقد تعرضوا لأكثر من 74 مجزرة أخرى على مر التاريخ من كل الحكومات والأنظمة والجيوش الغازية التي جالت في ساحات وأماكن تواجد هؤلاء القوم ومنذ مئات السنين وكل الفئات التي عاثت بهم قتلا وتهجيرا واستعبادا جنسيا وعلى إختلاف مشاربهم واعراقهم كان معتمدين اعتمادا محوريا على دعاوى ضالة مضلة بتكفيرهم /
هذه الدعاوى والفتاوى ما انزل الله بها من سلطان بل هي نتاج الفكر الظلامي البشري الذي أعتمد اشتقاق الأفكار من شيوخ ووعاظ السلاطين الذين ما تركوا شيئا في التعاليم السماوية الإلهية إلا وحرفوه وابدلوا كل الفكر الإنساني الرحيم إلى فكر ظلامي غاية بالقسوة من أجل توفير المال والسلاح والعدة والعدد لأنظمة شمولية تنهب وتسلب لديمومة ماكنتها العسكرية فلم تجد تلك الحكومات والأنظمة أضعف من حلقة الايزيدية المسالمين فتحملت هذه الطائفة الثقل الأكبر في الظلم والعبودية فترى أن الغزاة ينهبون ويسلبون الأموال ثم يقتلون كبار السن ويسترقون النساء والأطفال ويستعبدونهم جنسيا ولا يجد أولئك الغزاة حرجا في إحياء سوق النخاسة والرقيق والتي غادرها العالم منذ مئات السنين ان أعظم واقسى وأشنع موقف عندما تشاهد فتاة تحمل شهادة جامعية تعرض للبيع ويذكر النخاس صفاتها ثم يعطف قوله على إنها تحمل شهادة جامعية،
وعجبي لماذا لم تنطبق السماء على الأرض من هول هذا الظلم ثم تشاهد عشرات الأطفال والنساء مكبلين شعث غبر يساقون كعبيد وعيونهم جميعا تدور ناظرة إلى السماء مالذي يحصل وقبل سويعات قليلة قتل آبائهم أمام أعينهم وقتلت امهاتهم الكبيرة بالسن، إن الذي أحزن الرسول بمقتل عمه وتشويه جسده حدث مع الآلاف من ضحايا الايزيدية لأن نفس سيف الظلم ونفس رقاب المظلومين تحز الآن ولكن الذي يرعب اكثر إن الحمزة قتل في معركة وكل هؤلاء الايزيدية قتلوا وهم آمنون في بيوتهم، أن الحمزة قتل وقد قتل العشرات من اعدائه وهؤلاء المساكين العزل لم يرفعوا حجر من الأرض ليرموا به قتلتهم إن الطامة الكبرى ليس بقتل الأنفس البريئة ونهب الاموال حسب بل الاشنع هو انتهاك الأعراض والاستعباد الجنسي وعلى الدوام وانتقال الضحية من يد جزار فاجر إلى آخر وصورة مقتل ابيها واخوتها لم تبرح مخيلتها بعد أقول جازما إذا حزن الرسول على مقتل عمه فلقد حزن حزنا سرمديا على مآسي الايزيدية وبكى وابكى من معه من الانبياء وابكى الملائكة ومن في السماوات ومن في الأرض جميعا لم أستطع أن افصل في فصول تلك المآسي لأن ذلك يدمي القلب ويقطع انياطه ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم وليستعد الشيوخ والذين افتوا واقروا بذلك لعذاب يوم عظيم وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *