توفي زوجي أثر نوبة قلبية وتركني مع ولدين وبنت واحدة ، كان رحيله صدمة كبيرة علينا جميعا ، المنزل خلا منه وصار موحشا ، غابت ضحكاته التي كانت تملأ المنزل بالمحبة والود
كان سمسارا يعمل في بورصة الأوراق المالية ، حياتنا كانت جميلة جدا نعيش في رغد
ورفاهية حتى وفاته التي حولت حياتنا الى جحيم لا يطاق .
يوم ذهبنا الى دفن زوجي وعدنا الى منزلنا صدمنا بحالة المنزل ، لقد قلب المنزل رأسا على عقب ، مُزّق الأثاث وكُسّر وبُعثِر كل شيء في البيت ، لم يسلم شيئ من التمزيق وكأن أحدهم
يبحث عن شيئ ما في هذا المنزل ، أخبرنا الشرطة وسُجّل محضر بالحادثة ولم نعرف السبب
لكن بعد هذه الحادثة بأسبوع دخل علينا عنوة مجموعة من الرجال ببذلاتهم الرسمية وبدأوا بطرح الأسئلة الغريبة ، هل لدى زوجك حساب مصرفي ، هل لديه صندوق أمانات هل يوجد
في البيت خزينة سرية ، مجموعة من الأسئلة التي لا أعرف شيئا عنها ، لكنني كنت خائفة
ومرتعبة ، قالوا لي سنأخد أحد الأولاد أمانة عندنا وسيكون بخير ، وعليك أن تبحثي عن
حساب مصرفي سري لزوجك أو صندوق أمانات وتعطينا ما به حتى نسلمك ولدك ، حاولت
اقناعهم بكل الطرق أن لا علم لي بشؤون عمل زوجي أنا أمرأة ربة بيت لا علم لي بماهية
عمل زوجي ولم أطلع عليه وكل الذي أعرفه أنه سمسار بورصة هذا وفقط لكن دونما جدوى
لقد أصروا على أن أجد طريقة ما للبحث عما يريدون ، لأنهم يأتمنون زوجي على أموال
كبيرة تعود اليهم وهم مافيا وظفوا زوجي للعمل معهم ولم يكن لي علم بذلك ، لكنهم أخبروني
بأن زوجي بكل الأحوال سيترك أثرا ما خاصاً به يتعلق بما أمّنوه عنده ، وعليّ أن أساعدهم
للبحث عن أموالهم أن كنت أريد استعادة ولدي .
طوال شهر وأنا أعيش القلق على ولدي والتفكير بكل صغيرة وكبيرة لعلني أجد خيطا ما
يصلني الى ما يريدون ، بحثت في مقتنيات زوجي وصوره وأوراقه وملابسه وكل شيء بحثت
فيه لكن دون جدوى ، توسلتهم باعادة ولدي لي ورفضوا ، كانوا يسمحون لي بالتواصل معه عبر الانترنيت وأشاهده يوميا عبر الكاميرا لمدة خمس دقائق فقط ، كيف سأهتدي الى شيء ما
وأبني بحوزتهم ، القلق والخوف شوّش أفكاري برأسي ، مضت ثلاثة أشهر دون أن أصل لشيء ، وهؤلاء الرجال لا ينفكون يتصلون بي ويهددونني بأخذ الأبن الثاني وبعدها بأيام أخذوا ولدي الآخر وبقيت ابنتي فقط معي ، ولا يسعني اخبار الشرطة خوفا على حياة أولادي ، ثم
بعد ثلاثة أشهر أخرى أخذوا ابنتي وصرت مجنونة لا أعرف ما أفعل وبدأت أسب وأشتم روح زوجي الذي ورطني بهذه المصيبة العظيمة .
ذات يوم بينما كنت سارحة بخيالي تذكرت براد الماء الذي كان زوجي دائما يصلحه وأخبره باستبداله فيرفض ذلك ، فنهضت من فوري وحملت مفك البراغي وبدأت أعمل على فتح
محتويات البراد فوجدت داخله فلاش ميموري عدد أثنين مكتوب على الأول الى زوجتي
والثاني مكتوب عليه لهم ، أدخلت الأول الذي مكتوب عليه الى زوجتي في اللابتوب وظهر
لي مقطع فيديوا لزوجي يخبرني عن عمله مع المافيا وأنه كان يعمل على توفير مستقبل آمن
لنا وان هنالك حساب في سويسرا باسمي يحمل الرقم ……. فيه أموال كبيرة وعلينا في حال مقتله او وفاته أن نذهب للعيش في سويسرا ، وأن اسلّم الفلاش الثاني للمافيا ففيه حساباتهم
التي يضع فيها أموالهم وأنه كان مكلف بغسيل هذه الأموال طوال فترة عمله ، ثم يختتم الفيديو بالاعتذار لي عن اخفاء عمله عنّي ، وطلب مني أن أنتظر 6 أشهر بعد تسليم الفلاش للمافيا ثم أرتب وضعي للسفر والابتعاد عن هذه المافيا التي ستبحث في كل صغيرة وكبيرة معي فالحذر
بعد الفيديوا مباشرة اتصلت بالمافيا أخبرهم عن ما وجدته وطلبت منهم تسليم أولادي أولا ، فتم بيننا الاتفاق وأعطيتهم الفلاش وأخذت أولادي وذهبت للعيش في بيت أهلي الذين سرهم جدا
الخلاص من هذه المافيا المرعبة ، بعت المنزل بعدها وبقيت أنتظر كما طلب زوجي وكان هؤلاء المافيا يراقبوونا طوال هذه الفترة ، عبرت الفترة 6 أشهر وأكملتها بـ 6 أخرى ثم أخذت أولادي وأنجزت لهم معاملات جواز السفر وطرنا الى أوربا حيث استقر بنا الحال في سويسرا
بصراحة كنت متلهفة لمعرفة ما تركه لي زوجي في الحساب المصرفي ، وعندما استفسرت من المصرف عن حساب باسمي كان المبلغ ليس كبيرا ، لكن المصرف أخبرني بوجود صندوق أمانة باسمي فلما ذهبت اليه وفتحته وجدت فيه ورقة مكتوب بها رقم صندوق أمانات
أخر في فرنسا ، ولما سافرت الى فرنسا تكررت الحالة نفسها كلما فتحت صندوق أمانات في مصرف ما في دولة ما أذهب الى أخرى حتى تعبت من السفر بين البلدان ، ثم انتهى بي المطاف في دولة سلطنة عمان وجدت في صندوق الامانات حساب مصرفي باسمي فيه
عشرة ملايين دولار وعقار ومزرعة كلها باسمي مكتوب استقري هنا وعيشي بسلام .