العراق أصبح إنموذجاً واضحاً ودليلاً، على عدم خصوبة الارض العربية، لزراعة الديمقراطية فيها؛ فالانقسامات السياسية، والمهاترات والمحاصصة جعلت البلد على حافة التقسيم الطائفي، دون النظر الى الخطر المحدق بأرضنا وشعبنا، حيث أصبحت الوحدة الوطنية بعيدة المنال، بسبب ترجمة الديمقراطية؛ من وجهة نظر الساسة ترجمة خاطئ، لكونهم ساسة جهلة.
سؤال يدور في خاطري بل في خاطر كل العراقيين، من يحاكم الساسة .. ؟, ويحاسبهم على أخطائهم وفسادهم وجبروتهم، بعد أن باعوا ضمائرهم وتناسوا واجبهم الشرعي والأخلاقي، لا احد دون شك..!
نحن نعلم أن أغلب القادة الذين تعاقبوا على حكم العراق بلا تاريخ، وأنهم لم يقرؤه جيداً، أو يفهموا جغرافيته، ووطنيته، ومواطنته، رغم كل ذلك نجد انفسنا نبتلع الطعم ونعيدهم الى الواجهة في كل مرة، لهذا أطمئنوا وايقنوا بأننا شعب نستحق مثل هؤلاء الحكام السفهاء ان تحكمنا، لذا تجدهم فاشلين في قيادة البلد لأننا شعب دائماً نفشل في اختيار من يمثلنا.
العراق الجديد القديم لم نسمع فيه غير التهديد، والوعيد وحرب طويلة الأمد؛ بين العراق ودول الجوار، او بين الشيعة والسنة، او بين الشيعة والشيعة أنفسهم، او بين الكفرة والمؤآمنة، وبين الطويل والقصير..! كم نحن شعب لا نستحق ان نعيش إلا بالتهديد والوعيد.
علينا جميعاً أن نتعلم حب الوطن، ولنبدأ من الأعلى الى أدنى مواطن في عراقنا الحبيب، لأننا بأمس الحاجة إلى أن نعلم سياسينا مبدأ الوطنية أولاً؛ ليس عيباً إن اختلفنا من أجل الوطن، ولكن من الخزي والعار أن نختلف على الوطن، وليبعدوا عنا نظرية الخداع والمؤامرة، لأننا أصبحنا على دراية تامة بكل تصريحاتهم المزيفة؛ وأقوالهم الكاذبة وتصورهم المريض بأن الشعب هو الجاهل، بل انتم الجهلاء وما تفقهون، أنكم غير مدركين لحجم البلاء والمصائب التي حلت علينا بسببكم.
ختاماً : كونوا صادقين بما عرضتم في حملاتكم الدعائية، وارسموا بصيص املٍ؛ حتى لو كان ضعيف، لعراق ديمقراطي موحد بعيد عن الطائفية والقومية ونفسها العفن، لذا وجب على الكتل والأحزاب ترجمة برامجهم الانتخابية، ان كانوا صادقين على أرض الواقع، ليكونوا البلسم الذي يعالج التقرحات والإمراض، وصدروا الكفاءة ومن يستحق ليتصدر المشهد السياسي.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *