بقلم | ناجح صالح

 

 

هو ذا جالس في حجرة داره يراوده الخيال بأن يمتلك قصرا فخما وثروة طائلة ليصحو فلا يجد شيئا ؛ انه الخيال ومعه الأحلام والامنيات فحسب دون أن يرافقها عمل مثمر كي تتحول إلى واقع ملموس . أن الخيال يمكن أن يلعب دوره حينما ترافقه أفكار ناضجة لتتحول إلى واقع نستثمره لتحقيق منجزات . اننا جميعا تراودنا افكار هي من نسيج الخيال وان بعضا منها يتحول إلى واقع له نفع يعم الجميع ؛فهؤلاء العلماء والمخترعون لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا بعد أن احتواهم خيال مسبق بما فيه من أفكار بناءة لتلوح في الافق نتائج باهرة في وقت يمارسون عملهم دون توقف ؛ وهكذا تتحول النظرية إلى واقع يفعل فعله لتحقيق ما نصبو إليه . قد يقول قائل هذه رواية من نسيج الخيال ؛ وما الضير في ذلك أن كانت هذه الرواية تحمل في طياتها الكثير من المعاني السامية والأهداف النبيلة ليكون وقعها على القارئ له صداه وتأثيره..اجل كم اثارت مثل هذه الروايات عواطفنا ومشاعرنا والهبت فينا حماسنا وتعلمنا منها الكثير . وفي دنيا الفن تبدو الصورة واضحة وجلية حينما يداعب الخيال الرؤوس لإنتاج عمل رائع يدهش المتلقين ؛ فكم من المسرحيات والافلام والاغاني كانت مجرد خيال وافكار ما لبثت أن شقت طريقها إلى أرض الواقع . ..وهذا شاعر ابتدا قصيدته ( مسافر زاده الخيال ) فأي زاد هذا الذي يرافقه في سفره ! أن الخيال في حياتنا يرافقنا في كل الساعات فيغمرنا احيانا فرحا وسرورا أو قد يغمرنا أحيانا اخرى الاما وأحزانا ..هكذا هو الامر حينما تقتحمنا الرؤى وضروب الخيال لنجد أنفسنا واقعين تحت تأثيرها من غير أن نتناسى الفارق بين جدوى الخيال المثمر والخيال العابث .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *