اثبتت اجبال الكرة وفائها ليلة الخميس الماضية حينما دونت على مواقعها التواصلية خبر رحيل نجم الكرة البرازيلية بيليه عن عمر ناهز ال83 عاما فتداولت تلك المواقع محطات مفصلة من النجم الذي اصبح وزيرا للرياضة في بلاده واضحى ملكا متوجا لكرة القدم خصوصا وانه اللاعب الوحيد الذي توج بكاس العالم لثلاث مرات مع منتخبه البرازيل علما انه كان من رواد من صنعوا المجد البرازيلي ورسخوا لمكانة رفيعة للكرة البرازيلية حتى اضحت اسما مهما في عالم كرة القدم بفضل جيل بيليه ..

ورغم ان بيليه سطع في الوقت الذي لم تكن لمواقع التواصل اي حضور فضلا عن ان المباريات الكروية في تلك الفترة لم تكن متاحة فمع ذلك فنجومية بيليه تناقلتها اقلام الصحفيين الرياضيين وتواردتها اعين الجماهير ممن تابعت هذا النجم الذي كسر عزلة الملاعب وقالبها الضيق ليكون ملكا متوجا استقطب العالم باكمله بنجوميته التي سحرت الجميع وحينما جمعه استفتاء في الالفية الاولى لغرض معرفة من يدانيه من النجومية على عرش كرة القدم دانت البسيطة للنجم الارجنتيني ماردونا على حساب البرازيلي كون الاخير لم يكن معروفا على نطاق واسع كما عرف مارادونا من خلال شاشات العرض التلفزيوني والنجومية التي استطاع الاستحواذ عليها جراء تربعه على نجومية مونديال المكسيك الذي جرى عام 1986 ولكن للامانة فان نجومية مارادونا لم تدم لمونديال واحد هو هذا المذكور فالمونديال التالي الذي جرى في ايطاليا عام 1990 فجر مفاجاة مدوية حينما تم الكشف عن تعاطي ماردونا للمنشطات ووقوعه في فخ المخدرات جراء احترافه في مدينة نابولي المعروفة بتجمع ارباب تجارة المخدرات من المافيات الايطالية اضافة الى ان تلك الفضيحة اثرت على مسيرته الكروية كثيرا لكن تمسك الاجيال التي جايلت هذا النجم انتصرت له في ابرازه كنجم القرن المنصرم متفوقا على النجم بيليه الذي ظلم جراء عدم توفر عرض مبارياته بالمقارنة مع ما توفر للاعب الارجنتيني مارادونا ..

وابان المونديال الاخير بقي من توهج بيليه الشي الكثير حينما بادر لدعم منتخب بلاده برغم تدهور صحته وتوارد اخبار من عائلته بمواكبته ومرافقته في تلك اللحظات العصيبة لكن وهج بيليه لم يخفت كونه من نجوم النسخ المونديالية وبقي كما هو متربعا على عرش ملوكية كرة القدم ..

فاذا كان صراع مارادونا وبيليه قد افضى لتفوق الارجنتيني بسبب الحقبة التي تلى فيها نجومية بيليه حيث كان اللاعب البرازيلي رمزا كرويا خلال فترة الخمسينيات والستينيات انتهاءا بالعام 1970 حيث توجت البرازيل باللقب واظهرت لقطات ملونة الصورة الشهيرة التي عرف بها بيليه مرتديا قميص المنتخب البرازيلي محمولا على اعناق رفاقه ومن تلك الفترة برزت الكثير من القصص والحكايات الخاصة بهذا النجم الذي شق طريقه من الصعوبة حيث استهل مشوار حياته صباغا للاحذية وكافح حتى وصل الى النجومية لاعبا مرموقا يشار اليه بالبنان وهو ما عرف عن كفاح لاعب برازيلي سار على دربه الاف اللاعبين من اقرانه ليخوضوا مبارياتهم الاولى بكرة بسيطة على شواطي خليج الكابانا في البرازيل متنقلين من بيوتات الصفيح الى دروب النجومية والتالق حيث وظفوا تلك المصاعب والتحديات ليحيلوها الى قصص معجونة بالمثابرة والتميز مما دفعتهم ليكونوا ملوكا حقيقيين استطاعوا بمهاراتهم ومستوياتهم التي قدموها من ان يسهموا بابراز لعبة كرة القدم التي تربعت بفضلهم على عرش اللعبة الشعبية الاولى لذلك حينما تسرد حكايات المونديال او ما يتعلق باللعبة الشعبية الاولى فاول ما يتبادر للاذهان التطرق الى السيرة الذاتية للاعب البرازيلي بيليه الذي ايضا لم ينهي مشواره مع الكرة بعد اعتزاله بل عمل مدربا فضلا عن تبؤوه لمنصب وزير الشباب والرياضة كما حظي بنجوميته على استحقاق استضافة بلاده لمونديال عام 2014 بينما تاثرت البرازيل من بعده باجيال بعد ان عجزت عن ان تحظى برغم اجيالها المتفوقة من ان تستقطب زمنا زاهرا لمنتخبها كالزمن الذي كان يعيش فيه بيليه.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *