هناك دعوات ربانية وانسانية متكررة لغسل القلوب البشرية من قذارات الكراهية والاحقاد والتعصب ولكن حتى الرسالات السماوية عجزت عن تغيير حقيقة الانسان المتوحش فاستمرت الحروب والنزاعات والقتل والسرقة والزنى وغيرها من الحقارات المستمرة!
مثلا هناك من يسرق الحجاج عند بيت الله الحرام ومن يسرق نقود الزائرين عند العتبات المقدسة ومن يسرق احذية المصلين في المسجد،اما سرقة الجيران والاقارب فقد اصبحت خبرا عاديا!
العجيب ان مثل هذه الحقارات البشرية قليلة في المجتمعات المتقدمة غير الدينية ومنتشرة في المجتمعات التي اتخذت من الديانة مظاهر وطقوس وحروب،والاعجب من ذلك ان المهاجرين من الظلم في بلدانهم الاصلية المتخلفة نقلوا عاداتهم السيئة الى المجتمعات المتحضرة من خلال التطرف والارهاب والفوضى!
الجهل والفقر والتعصب ثلاثية تفسر هذه الظاهرة كما اعتقد!
واذا كان غسل القلوب اصبح من المستحيلات في عالم يحكمه حمقى وفاسدون فعليك ايها الانسان ان تغسل يديك باستمرار!
عجيب ما هذه الانتقالة غير الموضوعية!؟
اقول نعم غسل الايادي مفيد ومهم لحياة الانسان اذا كان من الصعب ان نصل الى القلوب!
وفي لهجتنا العراقية نقول (غسلت يدي من فلان) اي قاطعته بعد ان يأست من اصلاحه!
واضرب لكم مثلا قبل أيام وجدت الناس في مجلس عزاء يصافحون شخصا مسؤولا بحرارة ويقبلونه بلهفة رغم ان كلهم يعرفونه فاسدا سارقا فاحشا مزورا،وهذه المصافحة الزائفة ليد نجسة تجعل ايادي كل مصافحية بنفس الدرجة من القذارة، وهو ما يزيد من معاناة الشرفاء المظلومين!
تفسيري المتواضع لظاهرة تقديس الفاسدين ومصافحتهم وحتى تقبيل اياديهم هو تنازع النفس البشرية بين الخوف والطمع!
وهناك من يردد المثل( اليد التي لا تقدر تلويها بوسها) فهل هناك احقر من ذلك!؟
ومن وحي الانفلونزا اسرد هذه الصورة عن اهمية غسل الايادي من الناحية الصحية والاجتماعية!
في مكان ثقافي راقي حضرت ندوة وشاهدت احد الحاضرين من الاساتذة(يعطس) في داخل راحتي يديه ثم يفركهما ويشكر الله ويحمده ثم يصافح اغلب الحاضرين بيدين ملطختين بالمخاط والجراثيم والفايروسات ولم يتجرأ احد من الحاضرين في رفض مصافحته القذرة،اما خوفا او خجلا او جهلا او طمعا!
وهذا ما يحصل من قبل الناس عند مقابلة بعض السياسيين المتهمين بالفساد والقتل والارهاب!؟
يقول المتنبي:
أي الأكف تباري الغيث ما اتفقا
حتى اذا افترقا عادت ولم يعد!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *