هناك العديد من الرموز الامريكية الشهيرة التي انتشرت عبر العالم ولأعوام خلت وكانت دليلاً واضحاً على ان اغلب بلدان العالم قد وقعت في الفخ الثقافي الغربي الامريكي سواء اكان بشكل مكشوف ام بشكل خفي انساب وتسلل الى المجتمعات.

قرية واحدة

وسواء اكان عن عمد ام لا ، بالنتيجة حقق الرمز مبتغاه وهدد هويات الشعوب ذات الارث الحضاري العظيم والهوية الواضحة مثل مجتمعاتنا العربية الاسلامية ،وقد انسابت بشكل ساحر ومؤثر ونشرت ثقافتها تحت عنوانات القرية العالمية الواحدة التي قادتها نظرية العولمة وكانت ادوات التنفيذ الناجحة، شئنا ام ابينا ،وسائل الاتصال الحديثة الموبايل وامثاله والبرامج التي ضمتها شبكة المعلومات الدولية وكان عنوانها العريض وسائل التواصل الاجتماعي التي تقودها شركات ارباح رأسمالية ضربت عصفورين بحجر واحد فمن جانب حققت الارباح ومن اخر اخترقت الشعوب واحدثت هزات عميقة بثقافاتها ومبادئها وعقائدها ونواميسها ، وها نحن اليوم نُشاهد علم المثلية القوس قزحي يرفرف في بلداننا نعم يغزو حياتنا، دخل وانساب لكياننا الاجتماعي وهو يبحث عن داعمين له يشتروا بضاعته السافلة الساقطة، وعلى الرغم من قوة المقاومة التي قادتها المؤسسات الدينية والثقافية ورفضه ديناً وعرفاً، الا ان ادارته الذكية تمكنت وتحت مسميات غريبة عجيبة من ان تكسب لها جمهوراً بل رواداً لحركتها الداعرة وهي تضع الشذوذ الجنسي تحت عنوان المرض الجسدي الهورموني او النفسي وان المجتمعات قبلت شواذها كونهم يعانون، وراح الاعلام يكسب عواطف اغلب الاسر على ان يكون التعامل مع هذه الظاهرة بشكل يقبلهم ويستوعبهم كجنس جديد ثالث او ما شابه ذلك من المسميات( مجتمع ميم) وهو تجمع للمثليين والمثليات والمنظمات التي تدعمهم وترعاهم لجعل وجودهم شرعياً وقانونياً وتوفر لهم القوانين التي تحافظ على كيانهم وتنميه وترعى حقوقهم التي دعمها وروج لها الغرب.

وبذا تأتي خطورة هذه الظاهرة من كونها اصبحت تنساب الى المنازل والمؤسسات التربوية والشوارع والميادين، وعلى الرغم من انها وجدت لها مقاومين، الا انها بدأت تستفحل كونها تخاطب اللذة والمتع التي قادها الشيطان منذ عهد قوم لوط، ونحن نستطيع معرفة ذلك وادراكه عندما نفتش عن رموز امريكية نشطة رصدها المعسكر الشرقي بل حتى دول العالم النامية .

فقد وجدوا فيها تهديداً ثقافياً وسياسياً واقتصادياً لتعزيز شكل الهيمنة الامريكية الرأسمالية وهذه الرموز كانت تخاطب اللذة المقبولة لدى الشعوب التي يمكن ان يكون وجودها قانونياً على الرغم من انها رموزاً حديثة اصبحت لصيقة بالحضارة الامريكية مثل سلسلة مطاعم الوجبات السريعة (ماكدونالدز) التي تأسست عام 1940 في امريكا وانتشرت فروعها في اكثر من 121 دولة حوالي 30 الف فرع ،واصبحت مداخيلها بالمليارات ويعمل فيها حوالي 465 الف عامل، ثم يأتي الوجه الاخر الذي مثل اداة كسب للثقافة الامريكي وهو عالم الترفيه (والت ديزني) الشهير وما اسسه عبر العالم من سلسلة المدن الترفيهية (والت ديزني لاند) الذي استطاع كسب الاجيال لشكل الثقافة الغربية الامريكية وما تركته من اثر على هوية الشعوب التي قاومتها كما كان يقاومها السوفييت وحاولوا قدر الامكان التصدي لنفوذها الذي اخترق منظومتهم الشيوعية وها هي روسيا اليوم بعد حربها ضد اوكرانيا تعلن استغناءها عن الشكل الاقتصادي الامريكي (سلسلة مطاعم ماكدونالدز) وتختار للمطاعم البديلة اسم(فكو سنو إي توتشكا) مستغنية عن التأثير الامريكي وتعلن العودة الى الهوية القومية الروسية .

ولا اريد التهويل لكنه الواقع ان تكون مستقلاً باقتصادك وهويتك، اذ حارب الرئيس الروسي بوتين الشكل الثقافي المتميع والمنحل للمثليين ورفض ان يحول روسيا الى شكل مخنث ،لذلك لا نستبعد ان تبتلع رموز الحضارة الامريكية هويتنا إذ لم نحسن الاختيار والانتقاء

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *