وصلت إلى عمان، الأردن في نهاية العام 1999 أملا بان اجد مخرجا من الحصار الجائر على العراق، والحصار السياسي الداخلي، وعن طريق بعض العراقيين تعرفت على عراقيين آخرين يلتقون في منطقة المثلث، وسط العاصمة الاردنية عمان، الذين اخبروني عن صحيفة (الزمان)، الطبعة الاردنية آنذاك، كوسيلة للتعبير عن آراء العراقيين، والحصول على دليل في الموقف من النظام السياسي السابق، وتفاجأنا ايضا بعد بضعة شهور بوجود مكآفاة مالية لمن كتب وساهم في هذه الجريدة الغراء. وكنت شخصيا كبقية العراقيين بأمس الحاجة إلى ما اتاحته لنا جريدة (الزمان) من حق التعبير في الرأي ضد النظام السابق، ونشر بعض من همومنا ومقالاتنا وابحاثنا العلمية، فضلا عن الحصول على مقابل مالي في اصعب زمن اقتصادي علينا في الأردن وعلى اهلنا في العراق. ولن انسى ابدا مهنية وطيبة واخلاق سكرتيرة الجريدة الست المحترمة الفاضلة ندى القدومي والاخ الموظف في مكتب عمان الاخ حيدر. وقام احد الصحفيين آنذاك جزاءه الله خير الجزاء، بإدراج عدد كبير من اسماء الكتاب والفنانين والناشطين السياسيين في جريدة (الزمان) كناشطين معارضين للنظام السابق للحصول على تأييد اعلامي منشور ان حياتهم في خطر كأحد الشروط للأعتراف بهم كلآجئين سياسيين او حياتهم في خطر من قبل الامم المتحدة، ليتسنى بعد ذلك الاعتراف توطينهم في بلد ثالث يستقبل اللآجئين.

فضلا عن تجربتي الشخصية الميدانية مع الاستاذ سعد البزاز، مالك ورئيس تحرير صحيفة (الزمان) آنذاك، فقد كنت اشاهد عن طريق قناة (الشرقية) ما تقوم به القناة من مساعدة الفقراء منذ عدة سنين خلت، واسمع واقرأ عن تكريم المبدعين والعلماء من قبله شخصيا.

أما ما يقال عن سعد البزاز من منافسيه فلا املك دليلاً عليه، ولم ار اي آيذاء منه، لكن الذي اعلمه ومتأكد منه انه منبر لعرض الرأي الحر، ليس بالضرورة رأي تتبناه الصحيفة، ، منبر للحرية والاحرار، حتى في زمن اخطر دكتاتورية عرفها التاريخ، منبر للحرية، من المحتمل ان يكون مرفوضاً من جهات سياسية واجتماعية اخرى، وهذه هي حال الدنيا.

فأنا شخصيا لم اعرف عن الاستاذ سعد البزاز إلا خيرا، وتذكرته وانا امر بظروف ليست بالسهلة، بالرغم من العيش في داخل بلدي وبدون حصار اقتصادي وسياسي رسمي ومعلن، ذكرتني بتلك الايام في عمان، الأردن. اقول قولي هذا من بغداد، ولا اخشى إلا الله كما فعلت ايام عمان، الأردن حينما كتبنا ضد الدكتاتور.

{ دكتوراه علوم سياسية ومؤلف ومترجم ورحالة

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *