وانا اتابع باهتمام قضايا المياه الازلية ومشكلة مياه دجلة والفرات وما تردد من حل عجيب يقوم على اساس مقايضة نفطنا بالمياه من تركيا تذكرت اليوم هذا الرجل واسمه (فاهي سفيان) وهو كما اذكر من المع خبراء الري في العراق والصورة تجمعني به في فندق هلتون بالقاهرة عام 1960حين كنا نحضر اجتماعات المجلس الاقتصادي العربي هو كخبير ضمن الوفد العراقي وانا كصحفي.

وكان على جدول اعماله قضايا المياه وخاصة مياه نهر الاردن التي كان العدو الصهيوني يعمل على السيطرة عليها. وكما هو معلوم فان مؤتمر القمة العربي الاول الذي انعقد في القاهرة في مثل هذه الايام عام 1964 بدعوة من الرئيس جمال عبد الناصر كان البند الاساسي في جدول اعماله مواجهة خطط اسرائيل لتحويل مياه نهر الاردن.

قال لي الرجل ان هناك اتفاقات ومعاهدات دولية تعطي حقوقا لكل دولة يمر بها نهر ولا يجوز ان تنفرد بها دولة المنبع ولا اي دولة يمر بها النهر لكن اسرائيل تبذل جهدها للاستفادة من مياه نهر الاردن وحرمان الاراضي التي يمر بها النهر من مياهه.

وكان رئيس وزراء إسرائيل ديفيد بن غوريون قد كشف في عام 1955 عن نوايا إسرائيل في السيطرة على المياه العربية لإقامة دولتها بقوله: اليهود يخوضون مع العرب معركة المياه، وعلى نتائج هذه المعركة يتوقف مصير إسرائيل، وإذا لم ننجح في هذه المعركة فإننا لن نكون في فلسطين،

شرعت إسرائيل بعد ذلك في إقامة مشروعات في المنطقة التي تحتلها وقررت تحويل مجرى نهر الأردن إلى منطقة النقب وذلك للاستفادة من المياه في توليد الكهرباء والاستثمارات في إسرائيل، نتيجة زيادة عدد المهاجرين لها. وفي عام 1956 تابعت إسرائيل أعمال تحويل مياه نهر الأردن لإيصال 360 مليون م3 من خزان بحيرة طبرية إلى النقب مبدئيا ومحاولة تجفيف نهر الأردن التي أدت إلى انخفاض مستوى البحر وانفصال حوضه الجنوبي عن الشمال.

هذه كانت احاديث العرب في تلك السنوات لكن الامور تغيرت كثيرا خلال اكثر من نصف قرن واحتلال اسرائيل الضفة الغربية عام 1967 واصبحت مياه نهر الاردن من الماضي وسكت العرب وبعض حكامنا اقاموا علاقات علنية وسرية مع العدو الذي احتل اراضينا واستغل مياه انهرنا مما يشجع دول اخرى على السيطرة على مياه انهر اخرى ومنها دجلة والفرات بخطط شيطانية مثل النفط مقابل المياه.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *