كلنا ّمع الحرية الشخصية التي تؤمن للإنسان حريته الكاملة بممارسة حقوقه في التعبير عن رأيه وأفراحه وأحزانه ومعتقداته . للحرية ضوابط وشروط وثوابت .. من حقك أن تمارس حريتك كما تشاء شرط ان لا يؤدي ذلك الى ايذاء الآخرين او التجاوز عليهم او على مشاعرهم او معتقداتهم . الحرية حق شخصي مؤطر بواجب احترام الآخر . لا اريد ان اسهب في البحث عن مفهوم الحرية فهوً لا يستقرّ على كلماتٍ مُحدّدة أو فلسفةٍ مُعيّنة بل هو مختلفٌ ما اختلَف الزّمان والمَكان فما مسموح به من فعل اوقول أو ملبس ضمن حق ممارسة الحرية الشخصية في مكان ما قد يكون محظورا او غير مسموح به في مكان آخر . فحدود تلك الحرية ومساحاتها مرتبط بالبيئة والمجتمع الذي تمارس فيه . لهذا وُجدت الكثير من التّعاريف التي تصفها منها ذلك التّعريف الذي جاء في إعلان حقوق الإنسان الذي رّف الحريّة بأنّها: (حقُّ الفرد في أن يفعل كلّ ما لا يضرُّ بالآخرين) . الى هنا نكتفي بتعريف الحرية الشخصية لنأتي الى ما يحصل لدينا في ممارسة البعض لحريتهم ضمن مفردات الحياة اليومية مع الفرز بين من يعلمون ومن لا يعلمون . فالجاهل معذورا فيما لايُعذر به العِالم وللأسف الشديد ما أكثر الجاهلين اليوم في بلاد الرافدين . نأتي الى بيت القصيد بممارسة الحرية الشخصية في العتبات المقدسة . لا يختلف إثنان من ذوي العقل والبصيرة على ما تمثله العتبات المقدسة في العراق لمراقد آل البيت الأطهار والأولياء والصالحين من مكانة روحية وقداسة في ذات المؤمنين لجميع الطوائف في المجتمع العراقي . هذه المكانة وهذه القداسة تلزم الزائرين لها بثوابت الأدب والحياء والعفة والإلتزام في التصرف والملبس ومفردات اداء الطقوس بما يؤمن احترام حرية الآخرين في ممارسة طقوسهم واقامة عباداتهم بالشكل الصحيح . هذا الأمر ينبغي ان يكون شاملا وحاضرا في جميع العتبات المقدسة من دون استثناء ولكنني اود ان اتناول موضوعة كربلاء المقدسة وزيارة الإمام الحسين واخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام . مما لاشك فيه إن كربلاء الحسين أمست ثقافة للعطاء ومدرسة للأحرار ومنبرا للثوار ضد الظلم والطغيان . فتوى المرجعية الدينية العليا للسيد علي الحسيني السيستاني وتضحيات الحشد الأبطال في المواجهة الإسطورية للدواعش هو نتاج مدرسة الحسين عليه السلام . ما نشهده اليوم في كرم العراقين لضيوف بطولة خليجي 25 في البصرة والذي اذهل الجميع هو مفردة من نتاج مفرادات ثقافة اربعينية الحسين عليه السلام . أن تزور الإمام الحسين عليه السلام فعليك ان ترتقي لسنى نور الحسين وعظمته وقداسته في التصرف والصوت والكلام . على سبيل المثال لا الحصر ان نشاهد بث حي مباشر من داخل الصحن الحسيني لأحدى (الناشطات) الإعلاميات هي وصديقتها التي تلقّبها ب ( الخائنة ) بحديث تؤطره القهقهة وكلمات وحركات لا تليق بوقار المكان ولا هيبة الزائرين . هل مارست هذه (الناشطة) حريتها الشخصية بإحترام من دون الإساءة للآخرين ؟؟. بث يستمر لأربع فترات زمنية وبشكل مباشر فأين دوائر العلاقات والإعلام واين هم الأخوة في أمن العتبتبين وهل تركت الأمور لحرية النواشيط ليمارسوا حريتهم التشرينية كما يشائوا ؟؟ حتى ما بين الحرمين في تلك المساحة المزدانة في اجواء ملكوتية رائعة ينبري لنا بعض (المخنثين) او الشواذ في مشاهد يندى لها الجبين . رسالة نرسلها أمانة في أعناق الأخوة القائمين على أمن العتبات المقدسة بأن يكون لهم حضورهم الفاعل في ضبط حرية هؤلاء الذين يسيئون لمعنى الحرية .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *