ارجو من زملائي الاعزاء الذين يعدون او يقدمون البرامج الاقتصادية والاستثمارية والمالية في القنوات التلفزيونية ، الالتفات الى شريحة مهمة من المجتمع ، تجاوز عددهم المليون ، واذا اضفنا لهم عوائلهم ، فالعدد يكون في حده الادنى ستة ملايين ، فهل من المعقول ، الابتعاد عن معاناة هذه الملايين ، والاكتفاء بالحديث المعاد والمستهلك عن البنى الاقتصادية والمشاريع الورقية واللهاث وراء الاخبار الآنية التي تنشرها الوزارات عبر مواقعها الدعائية ، او التصريحات المبنية على بالونات رقمية ، يتحدث عنها بعض المعنيين في هذا البرنامج او ذاك ..
المسكوت عنه في تلك البرامج ، هو الحالات الانسانية التي يعيش تحت وطأتها الملايين من مساهمي المصارف الاهلية ، حيث تدنت اسعار اسهمها الى درجة بائسة ، وبعضها وصل الى دون سعر رغيف الخبر ( مثال : سعر سهم مصرف الشرق الاوسط 140 فلسا !!) ومضت مدة طويلة على عدم عقد جلسة لهيئته العامة ، كما لم يوزع ارباحا لمساهميه ، بينما هذا المصرف يحمل الدرجة ( A ) في تقييمات البنك المركزي العراقي ، يوم كان مسموحا له في الدخول الى نافذة بيع العملة ، وهي النافذة التي تدر ارباحا كبيرة للمصارف !
وايضا ( مصرف اربيل سهمه بـ 110 فلوس ) و ( مصرف بابل 70 فلسا ) ( مصرف الخليج 160 فلسا ) وغيرها ..
هل يجد الزملاء صعوبة ، في استضافة رؤساء مجالس الادارات في تلك المصارف ، وشبيهاتها من المصارف التي تدنت اسعار اسهمها بشكل مريع ، وتسألهم عن اسباب هذا التدني ، ولماذا لم تعد تهتم بمواعيد عقد اجتماعات الهيئات العامة ، وان عقدتها ، فتختار اربيل والسليمانية مكانا للانعقاد لحرمان مساهمي بغداد وبقية المحافظات بسبب البعد الجغرافي ، وضعف ذات اليد ، والاستفسار عن اسباب عزوف المواطنين شراء اسهمها في سوق العراق للأوراق المالية ، وماهي الاعذار في عدم توزيع الارباح للمساهمين ، ونامل ان تستضيف البرامج المسؤولين في المصارف الناجحة التي اوفت بالتزاماتها امام مساهميها مثل ( مصرف بغداد سهمه الان دينارا و380 فلسا ووزع ارباحا مجزية ) و ( المصرف الاهلي سهمه دينارا و280 فلسا ووزع ارباحا مجرية) و ( المصرف الدولي الاسلامي سهمه دينار و750 فلسا ووزع ارباحا مجزية ) و ( مصرف التنمية الدولي الذي وزع ارباحا مجزية) الخ..
ان اظهار اللون الابيض ، امام اللون الاسود ، مطلوب ، كي تأخذ تلك البرامج التلفزيونية مصداقيتها عند المتلقي ، دون اتهامها بالكيل بمكيالين ، فالمساهمون وعوائلهم ، يعيشون الان دوامة استذكار ما آلت اليه يعض المصارف في السابق مثل : (مصرف البصرة الدولي الذي ذهبت اموال مساهميه مع الريح ، ومصرف دار السلام الذي وضع تحت وصاية البنك المركزي ولحقه مصرف الشمال وقبلهم مصرف دجلة والفرات وتلوح بالأفق مصارف اخرى .. اما مصرف ” الوركاء” فلازال تحت غياهب سؤال مساهميه ومودعيه .. فاين هو ؟
نأمل ان يحظى نداء من تورط بشراء الاسهم ، بمعالجة انسانية سريعة من قبل البنك المركزي العراقي ودائرة مسجل الشركات وهيئة الاوراق المالية ورابطة المصارف الخاصة .. فالجرح غائر .. غائر ، لاسيما حين نعرف ان سيدة ارملة باعت ارض ورثتها عن زوجها ، بسعر مائة مليون دينار ، واستثمرتها بشراء ٦٠ مليون سهم بمصرف الشرق الاوسط قبل ٤ اعوام على امل ان تسد رمق اولادها من الارباح .. لكن لم تحصل على شيء ، فاضطرت الى بيع اسهمها بعيون دامعة بمبلغ ثمانية ملايين ونصف المليون دينار ، رافعة يديها الى الله شاكية على من تسبب بضياع عائلتها وخسارة ٩١ مليون دينار !

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *