المال والعلم والشرف زينة حياة الدنيا ولكن الاول والثاني ليس لهما حد معين ويمكنهما الانتقال حسب الظروف المتاحة لهما وقابلان للزيادة والنقصان والاحتيال ولهما مصالح مشتركة مع بعضهما ، اما الثالث درة متوهجة ، نور على نور، في زجاجة شفافة ،لا تقبل الغبار ولا الانتقال ولا المساس بسيادتها واي خدش او كسر تطفأ وتصبح في مهب الريح دون ان تترك اثرا للتعقيب عن اعادتها مثلها كمثل الروح إذا فارقت الانسان لن تعود اليه .

في كثير من الاحيان تلعب الصدفة دورا فعالا في امور كثيرة وهذه المرة ، اجمعت ثلاثة من فطاحلة الحياة في قطار العمر الى مدينة الاحلام وفي قاطرة ومقصورة واحدة وهم المال والعلم والشرف فتعرف كل منهم على الاخر ودارت بينهم احاديث شيقة في شؤن الحياة دون ان يشعروا بالنعاس وبمتاعب السفر طوال الطريق الى ان وصلوا الى المحطة الاخيرة في وسط المدينة وحان وقت نزولهم من القاطرة ليسلك كل منهم سبيله الى مهام عمله على امل اللقاء في زيارة كل منهم الاخر في محال اعمالهم وقال المال بامكانكما زيارتي في تلك العمارة ناطحة السحاب في مركز المدينة تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب ، انا جالس على عرشها ارحب بكما متى شأتما واتشرف بزيارتكما وبعده قال العلم اترون تلك البنايات الشاسعة بجانب المدينة مزهوة بالنور، هي الجامعة التي اتراسها تتالف من كليات واقسام وشعب لمختلف العلوم وبقدومكم تجدوني بانتظاركما في البوابة ومن ثم التفا الى الشرف لمعرفة عنوانه ليتمكنا من زيارته بعد فراقهم ووجداه غارقا في دموع بكاءه وبعد تهدئته سألاه عن الاسباب فاجابهم متاسفا، انا اختلف عنكما يا اعزائي ، اذا فارقت او غبت عن احد لن اعود اليه ابدا .

هذا هو الشرف ، فماذا يقولون عنه المسببون في دمار البلد في انعدام السيادة وافشاء الرشوة والفساد بتنوعه والسرقة العلنية في ابرام عقود وهمية وفشل التربية والتعليم والصحة الى مستوى الحضيض وجعل الدستور والقانون سيفا على رقاب الفقراء وشبكة عنكبوت تتهرّى امام المسؤلين وعن طفل بدون حليب وعن شخص ينام بالام الجوع ومريض بلا دواء يموت وادخال البلاد في سجل الفساد الدولى وظلام دامس بافشال منظومة الكهرباء شريان النهضة والتقدم وتولى المزور مناصب عليا ، وبعظمة السنتهم من لم يشترك فيها فهو جبان ليس خوفا من الله ولا حبا بالوطن وهو اجرم منهم لان الساكت عن الحق شيطان اخرس ؟

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *