الكاتبة ثناء درويش
كاتبة سورية
الاسم اسمي والصورة صورتي، لكنّي أقسم أنّي ما زلت حيّة أُرزق.
ليس بالضرورة أنني أُرزق مالاً أو جاهاً أو مجداً، إنّما على الأقل أُرزق أنفاساً أصفّيها بفلتر الإرادة الحرّة، وما زلت حتى اللحظة أبتسم للصباح، وأعدّ فنجان قهوتي وأنا أقرأ آخر الأخبار.
وما كان بحسباني أنّ آخر الأخبار سيكون خبر نعوتي.
أفتح صفحتي على موقع التواصل الاجتماعي التي كنت قد أغلقتها قبل فترة، فتترقرق عيناي بالدمع تأثراً بقصائد الرثاء ممن أعرف وممّن لم أتشرّف بمعرفته.
بين يوم وليلة صار اسمي الأديبة الكبيرة، المبدعة، درّة الشعر، المغفور لها، المأسوف على شبابها…..
الطريف في الأمر أني قرأت دراسة نقدية ممجّدة لكاتب ظلّ لسنوات بصفحتي ولم يتحفني مرّة برأي.
أما سبب انتحاري فقد جاء في دراسة نفسية اجتماعية اقتصادية لم تغفل حتى عن أدقّ تفاصيل حياتي مشفوعة بآخر كتاباتي التي أبدو من خلالها أنني ضقت ذرعا بعبثية الحياة.
أتّصل بحالي لأستطلع الخبر وأتأكد أن حالي لم يرتكب حماقة الانتحار كما جاء في الخبر، وكما كان يهدّد كلما ضاق به الحال، فيضحك حالي لاتصالي ويغمز لي من خلال غلالة شفيفة بيننا أنّ “عمر الشقي بقي”، وأنّه لن يفعلها ويمنح الآخرين متعة البكاء على أطلالي.
حسناً إذاً.. وضّح الأمر لي فقد ضاق صدري.
– لا شيء.. مجرّد تشابه أسماء
– وصورتي؟!
– نتيجة تشابه الأسماء
فحين نشر أحدهم الخبر عن انتحار صبيّة لها ذات اسمك في قرية عربية نائية.. سرى الخبر كنار في الهشيم مرفقاً بصورة قديمة لك.. والمسكينة البائسة خانها الحظّ حتى في الموت.
أغلقت الخط بيني وبين حالي وعدت لفنحان قهوتي وأنا أشتهي أن يكون لكلّ منّا رقم بدل الاسم يصون أناه، فلا يقال له في مواقف حرجة.. آسفون.. مجرّد تشابه أسماء.